ـ دور المرأة العربية ضعيف.. ونساء مصر "استثناء"
ـ تعاون مثمر بين المنظمة والأزهر لتفعيل أكثر لدور المرأة
حوار: نعمات مدحت
قالت الدكتورة أحلام مهدي صالح، رئيس مجلس إدارة جمعية "الأحلام الأفروآسيوية للتنمية والسلام" ورئيس منتدى المرأة الافرواسيوية بالسودان، إن المرأة في المجتمعات العربية تواجهها العديد من المشكلات، مضيفة أن المرأة السورية تحتاج للدعم لما تواجهه من ظلم ومآسٍ تعجز عن حملها الجبال، مشيرة إلى أن الأزهر يدعم ويساند المرأة بشكل قوى.. جاء ذلك خلال حوارها لـ"صوت الأزهر" على هامش مؤتمر المرأة ومسيرة التطور التنويري برعاية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي عقد بالقاهرة مؤخرًا.. وإلى نص الحوار..
في البداية نود الحديث عن دور المرأة في المجتمعات العربية..
دور المرأة ضعيف في المجتمعات العربية، لأن المرأة لا تنصف المرأة فهي مشكلة فى النساء ودورهن ربما لا يصل لأنهن لا يدعمن بعضهن، فالنساء عددهن أكثر من الرجال، ولو وقفت النساء جنبا إلى جنب لحكمنا العالم، فلابد من تقلدها مناصب القضاء والسياسة، فالدور السياسي لها ضعيف قبل ذلك، ولكن الآن بدأت المرأة في مصر تأخذ مكانتها في الحياة السياسية فنجد الدستور الآن بدأ ينصف المرأة، حيث وصل عدد مقاعد المرأة في البرلمان 89 نائبة، وهذا في حد ذاته خطوة هامة، ونتمنى أن تفعل كل المجتمعات العربية الأخرى مثلما فعلت مصر، والمنظمة الأفروآسيوية والأزهر سيقومان بتعاون مثمر خلال الفترة القادمة للمزيد من تفعيل دور المرأة بشكل أكبر، ولا ننسى دور المجلس القومي للمرأة الذي بدأ بخطوات هامة تجاه المرأة الريفية.
وما أبرز المشاكل التي تواجه المرأة في المجتمعات العربية؟
المشاكل التي تواجه المرأة العربية كثيرة: منها التمييز بين الرجل والمرأة في تولي المناصب القيادية، وهناك كثير من النساء يشتكين من سوء معاملة الرجال في بعض الدول العربية، وأيضا التحرش الذي ظهر بشكل سيئ للغاية، وحالات الختان التي تؤدي إلى وفاة بعض الفتيات، والزواج المبكر الذي يؤدي إلى دمار بعض الفتيات، وهناك مؤسسات ترفض تمامًا عمل المرأة التي لديها أطفال بحجة أن إنتاجها ضعيف مما يصيب البعض من النساء بحالات إحباط في بعض الدول.
من وجهة نظرك.. هل بدأت المرأة تأخذ خطوات للانطلاق ولإثبات نفسها؟
نعم، بدأت المرأة تسير بشكل قوي في إثبات نفسها في العمل فنرى أن هناك الفتيات الكثر المغتربات من أجل العمل ومتفوقات للغاية كما نرى في المنظمة، ففي الماضي لم يكن يحدث ذلك، ونرى أنها الآن تخرج لنا أبحاثا وتنتشر في المؤتمرات وتتجول في كل مناحي الحياة، المرأة الآن وعت لذاتها وتتحرك بقوة لتثبت نفسها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وكل ما يتحدث عنه الغرب عن المرأة وعن الأمومة والطفولة كان الإسلام له السبق فيه. ونعمل جميعنا من خلال جمعية الآفروآسيوية وهدفنا جمع النساء تحت راية واحدة في شعار واحد في أمة متقدمة وناجحة.
هل ترين أن المرأة حصلت على حقوقها كاملة؟
أخذت المرأة جزءًا من حقوقها، ولكن نطالب بالجزء الباقي كدول عربية، ومازالت نظرة الرجل للمرأة على أنها ربة منزل فقط، وأنها ليست مكملة للرجل، رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "النساء شقائق الرجال"، وأن خروجها للعمل يساعد على تزويد ثقافتها، ويساعد أيضا على تربية الأطفال تربية سليمة، الحقوق التي نريد تكثيف دور المرأة فيها الحياة السياسية والدينية، فنرى أن المرأة الداعية ليست موجودة على الساحة إلا قليلا. لابد من المحافظة على حقوق المرأة والله سبحانه وتعالى أعطانا حقوقنا كاملة من خلال الشريعة الإسلامية، ولكن لابد أن نحافظ عليها كنساء، أما تربية الأطفال فمهمة جدًا والأمم المتحدة كان لها السبق في الاهتمام بالطفل والمرأة وتوفر لهن جميع الحاجات ونطالب الأمة العربية والإسلامية أن توفر للمرأة حقوقها التي أعطاها الله لها.
لكن نرى في بعض الدول تمنع المرأة من قيادة السيارة وتولي المناصب المهمة كالوزارة مثلا.. ما تعليقك؟
بالفعل يحدث ذلك في بعض الدول لكن يجب على المرأة أن تتجاوز هذا، فمثلا من الأفضل أن تقود المرأة السيارة بنفسها في الدول التي تمنع ذلك لأنها إذا قادت السيارة حفظت نفسها وأولادها بدلا من أن تعتمد على شخص آخر، وهذا يتوقف على طبيعة النساء إذا اجتمعن مع بعضهن استطعن فعل كل شيء، ولابد من المطالبة بحقوقهن وهن من يتحركن إلى ذلك. فالمرأة الأفريقية تقدمت إلى حد ما، والمرأة المصرية لديها فرصة كاملة أن تأخذ حقها في ظل حكومة ونظام تدعمها لإعطائها الفرصة لكن ينقصهن العمل والتكاتف إن اجتمعن فمصر فيها مساحة لأي إبداع في أي مجال ومن أي شخص.
من أكثر النساء تحتاج إلى دعم أكثر في الوطن العربي؟
المرأة السورية متأزمة، ولابد أن نقف معها وهي تحتاج لدعم نفسي، وما حدث لها كبير من هجرة الوطن والتشريد والحرب، فهي أكثر النساء تعرضا للظلم، تليها المرأة الليبية واليمنية جميعهن يحتجن للدعم وتوفير الفرص لهن.
هل ترين أن الأزهر يدعم المرأة بشكل قوي؟
وجود الأزهر كافٍ لدعم المرأة وهو الغطاء الحقيق\ي للحصول على حقوقها، لكن العيب أن المرأة المصرية تهتم بأدوات التجميل ومحدودة الثقافة، فلا تستطيع تعليم نفسها بشكل جيد، فيوجد الكثير من أساتذة الجامعة من السيدات، فلو قامت كل واحدة بفعل شيء في محيطها لأحدثت ثورة كبيرة في الثقافة لدى النساء، ولكن نزولها الشارع والتأثير فيه قليل، ولو نزلت إلى أرض الواقع ستصبح المرأة المصرية لا مثيل لها في العالم.
وماذا عن المرأة السودانية؟
تقلدت المرأة السودانية جميع المناصب قاضية وطبيبة ومحامية، وأخذت حقوقها كاملة في المجلس التشريعي وحظيت بحقها، فلا توجد سيدة غير متعلمة في السودان على الرغم مما تعانيه البلاد من مشكلات، استطعن نزع حقهن، لكن للأسف المرأة التي صعدت للمنصب تتعامل بطبيعه ذكورية لا تتعامل على طبيعتها مع المرأة مثلها، ولا تأتي لها بحقوقها، بل أصبحت تدعم الرجل ليأتي بها في المنصب او لتظل في المنصب أطول فترة ممكنة، فتدعم الرجل أكثر من المرأة فيعملن لصالح أنفسهن أكثر، ولا تعمل لصالح بنات جنسها.
هناك دعوات تطالب بمساواة الرجل بالمرأة في مسألة الميراث. . ما تعليقك؟
إن مساواة المرأة بالرجل في الميراث مسألة مرفوضة تماما، ومن ينادي بالمساواة لابد أن تعمل مثل الرجل في جميع المهن الثقيلة وغيرها حتى تتساوى بالرجل ولكنها دعوات باطلة لا تسمن ولا تغني من جوع لكن لا نتجاوز الحق الطبيعي.
قام الأزهر بتعيين 300 داعية للعمل في المساجد.. كيف ترين ذلك؟
الأزهر وشيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يقومان بدور كبير للنهوض بالمرأة وتثقيفها، فشيخ الأزهر تحدث كثيرًا عن المرأة وحقوقها في أكثر من كلمة له، والأزهر بحق ينصف المرأة بشكل قوي ولكن ننتظر المزيد، وتعيين 300 واعظة خطوة جيدة لأن هناك أمورًا كثيرة تستحي منها المرأة بسؤالها للداعية الرجل حتى إن كثيرًا من النساء لا تعرف أمور دينها بسبب الحياء، فهذا العمل يساعد النساء على التواصل مع الداعيات ونشر الدين بصورته الصحيحة.
هل ترين أن المرأة الداعية ستكون مؤثرة مثل الرجل الداعية؟
هناك نساء كثر يخرجن للدعوة ويؤثرن بشكل قوي مثل الرجل، ونرى أن السيدة عائشة (رضي الله عنها) كان الصحابة يأخذون عنها نصف العلم، فكيف لا تكون المرأة مؤثرة؟ بالعكس فتستطيع المرأة توصيل رسالتها بشكل أقوى من الرجل لأنها تتميز بالعاطفة، والرجل عقلاني ولكن العقلانية لا تصلح في كل الأوقات.