14 نوفمبر, 2016

مؤتمر "التأثيرات المتبادلة بين الحضارات الإنسانية" يختتم فاعلياته .. ويصدر عدة توصيات

مؤتمر "التأثيرات المتبادلة بين الحضارات الإنسانية" يختتم فاعلياته .. ويصدر عدة توصيات
  • استنهاض طاقات الأمة فى صنع الإنسان الذى يعمر الكون وفق المنهج الإيمانى
  • رئيس المؤتمر:  120 باحثا من 30 دولة .. كشفوا كنوز الفن الإسلامي
  • د. الجعفراوي: آل مكتوم الخيرية  لاتفرق بين جنس أو وديانة  
  • أبو هاشم :   حضارة الإسلام تأحذ من الحضارات ما ينفع وتنقحه وتقدمه للبشرية
  • رئيس جامعة كفر الشيخ: الفنون الإسلامية أسهمت فى رقى الفكر الإنسانى

 

اختتم المؤتمر الثانى للجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية فعالياته، بالتأكيد على أن مصر واحة الأمن والأمان، حيث وجه المشاركون رسالة لكل دول العالم بأن مصر أرض الأمن، وأن ما تتداوله بعض وسائل الإعلام الإقليمية والغربية عن مصر معلومات خاطئة هدفها النيل من شعب مصر.

المؤتمر جاء تحت عنوان "التأثيرات المتبادلة بين الحضارات الإنسانية" وعقد بمدينة الأقصر على مدى3 أيام من 26 إلى 29 أكتوبر الماضى، وتم نتظيمه بالتعاون مع مؤسسة آل مكتوم الخيرية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، وجامعة كفر الشيخ، والمركز الثقافى الإسلامى.

ووجه الدكتور محمد زينهم، رئيس الجمعية العربية للفنون والحضارة الإسلامية رئيس المؤتمر، الشكر لكل من ساهم فى إنجاح المؤتمر الذى ضم 120 باحثا من 30 دولة، جمعوا فى أبحاثهم شتى علوم وفنون الحضارة الإسلامية، وبذلوا جهدًا يشكر لما  قدموه من علوم تخدم الإنسانية من خلال إبراز دور وجمالات وعلوم وآداب حضارة الإسلام التى ولدت وتربت على يديها الحضارة الأوروبية، مشيرًا إلى أن المؤتمر تضمن أربعة محاور، الأول خاص بالحضارة الإنسانية وأصولها التاريخية، ويشمل دور الأديان ومفهوم وأبعاد الحضارة الإنسانية والتأثيرات المتبادلة وعوامل ازدهار الحضارة العربية الإسلامية وكيفية النهوض بها وتفاعلها مع الحضارات الأخرى، كما يتناول المحور الثانى الخاص بالحضارة الإسلامية خصائصها ومضامينها والتأثيرات المتبادلة بينها وبين الحضارات الإنسانية، ويشمل بناء الإنسان المبدع وتأسيس حقوق الإنسان والتأثيرات الدينية على الفنون وإسهامات المرأة فى الحضارة العربية والفنون الإسلامية.

إحياء التراث

وتابع: إن المحور الثالث يتضمن التأثير والتأثر بين الحضارة العربية والفنون الإسلامية والحضارة والفنون الغربية، ويشمل استلهام عناصر الفن الإسلامى فى أعمال المدارس الفنية الحديثة وخصائص الفنون الإسلامية ومظاهر التفاعل الإبداعى مع الثقافات العالمية والتقدم التكنولوجى وإحياء التراث الثقافى للعمارة والفنون التراثية الإسلامية وربطها بثقافة العمارة والفنون المعاصرة والتأثيرات اللغوية المتبادلة فى الفكر الإنسانى وتحليل نماذج للإبداع والمبدعين، وأن الرابع يتضمن التأثيرات المعمارية وأنماطها، والاحتياجات الوظيفية المرتبطة بها، ويشمل الأبعاد الروحية والاحتياجات الوظيفية والحلول المستدامة على المدى الطويل عن استخدام الطاقة التقليدية فى العمارة الإسلامية وتخطيط المدن وتحليل المواد المستخدمة التى تميز العمارة الإسلامية، وتشمل الخشب والزجاج والخزف والمعادن والمنسوجات ومواد البناء الحجرية والطينية والطوب والخشب وكيفية الحفاظ عليه، ودور الحوار فى ترسيخ مبادئ التعايش السلمى (الحوار المسيحى الإسلامى نموذجاً)، والحضارة العربية فى عيون الغرب.

عطاء دائم

وقال الدكتور صلاح الدين الجعفراوي، ممثل هيئة آل مكتوم ومنسق عام المؤتمر، إن المؤتمر تضمن العديد من الفعاليات أبرزها احتفالية تكريم الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم ونائب حاكم دبي، ووزير مالية الإمارات العربية المتحدة، متطرقاً إلى حضور أعداد كبيرة من المسئولين بمصر والإمارات لاختياره الشخصية الحضارية لعام 2016، والتى تسلمها نيابة عنه نجله الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة آل مكتوم الخيرية، موضحاً أن هيئة آل مكتوم الخيرية بدأت مشوارها الخيرى ورحلتها فى ميادين العمل الإنسانى فى عام 1997م، من خلال المركز الثقافى فى دبلن بايرلندا، والذى كان بمثابة النواة لمسيرة الخير والعطاء التى بدأها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وامتدت الهيئة فى انطلاقتها لتشمل أكثر من ستين بلدًا من بلدان العالم العربى والإسلامى والغربي، مشيرًا إلى أن الهيئة قد حددت نشاطها داخل وخارج الإمارات، خاصة أنها لا تتوان ولو لحظة عن تقديم يد العون للإنسانية جمعاء فلا تفرق بين جنس أو وديانة أو دولة.

اندماج الحضارات

وأوضح الدكتور محمد محمود أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع وجه بحرى، أن الإسلام دين علم وحضارة يؤكد ذلك قوله تعالى (اقرأ)، وقوله جل شأنه: "ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ"، ما يدل دلالة على أن الدين الإسلامى يدعو ويشجع على طلب العلم والتعلم، لذلك نجد أن الإسلام حافظ على شرائع الديانات السماوية الأخرى، وأن إيماننا لا يكتمل سوى بعد التصديق بأنبيائهم وبكتبهم، مشيرًا إلى أن المرأة قبل الإسلام لا حقوق لها فجاء الإسلام وأعطاها كل الحقوق والواجبات وعاملها كإنسانة لها ما للرجل وعليها ما على الرجل، مع الفوارق البسيطة حسب طبيعة كل منهما، لافًتًا إلى أن النبى كان يشاهد الفنون ولم يحرمها ما دامت لم تخرج عن نطاق ما أحلته الشريعة الإسلامية، ولا أدل على ذلك من مشاهدته للأحباش وهم يلعبون بحرابهم فى المسجد يوم عيد، وجعل السيدة عائشة تشاهد هذا من ورائه ولم يمنعها، موضحًا أن ديننا الحنيف فيه فسحة، ولما فتح المسلمون مصر كانت هناك بعض العادات القبطية خاصة بالموت كيوم الخميس والأربعين ولم يمنعهم من ذلك، فحضارة الإسلام تقبل كل الحضارات فتأخذ منها ما ينفع وتعدله وتضيف إليه وتنقحه وتقدمه للبشرية.

إسهامات إسلامية

وشدد الدكتور ماجد عبد التواب القمرى، رئيس جامعة كفر الشيخ، على أن محافظة الأقصر تحوى ثلثى آثار العالم، وأن الغرب يعتبرها أعظم متحف مفتوح فى العالم وعاصمة للتاريخ، وأنه يهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية والحضارية حيث تكمن قوة القيم الإنسانية المشتركة فى قدرتها على توليد الحوار والتضامن، وتأكيد قيم التسامح والتعايش لتحقيق السلم الاجتماعى وتنمية العلاقات الدولية، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع أحد إنكار دور الحضارة الإسلامية بصفتها حلقة وصل بين الثقافات والحضارات عن طريق تأثير الفنون الإسلامية فى الفنون الأوربية، لذا فإن العمل على إحياء التراث الثقافى للعمارة والفنون التراثية الإسلامية يعد نموذجا للارتقاء بالفكر والفن الإنسانى المعاصر، مشيرًا إلى أن إسهامات الحضارة الإسلامية التى شملت جميع الفنون والعلوم والمعرفة كان لها الأثر المباشر فى العالم كله، كما أن تعاليم الدين الإسلامى الصحيح هى من خلق فى فترة سابقة عصرًا ذهبيًا للحضارة الإسلامية قائما على الأخلاق التى تعد جوهر وأساس الحضارة، وسر بقائها عبر التاريخ والأجيال.

توصيات المؤتمر

وفى نهاية المؤتمر أجمع المشاركون على عدة توصيات أهمها، استنهاض طاقات الأمة الروحية والعلمية والحضارية فى صنع الإنسان الذى يعمر الكون وفق المنهج الإيماني، القائم على أساس التوازن بين الروح والمادة واستمرار تأهيله للمشاركة الفعالة فى صنع الحضارة المعاصرة، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة فى تعظيم الاستفادة من تراثنا الحضارى الإنسانى لخدمة الإنسان المعاصر، بتبنى البحوث و العمل على الحصول على براءات الاختراع لها، والبحث عن وسائل الاستفادة منها علميا وإنشاء المدارس الفنية للتأهيل والتدريب بالتعاون مع الجهات المختصة، وتوسيع قاعدة التعاون المشترك مع المنظمات الدولية والاقليمية ومراكز البحوث المهتمة بالحضارات والفنون والفكر لبحث القواسم المشتركة والتأثيرات المتبادلة بين هذه الحضارات، حتى لا يقتصر العطاء الحضارى المعاصر على الجوانب العلمية والمادية على حساب الجوانب التربوية والأخلاقية التى تمثل الركيزة الأساسية فى حضارتنا العربية والإسلامية، من خلال تشجيع الأجيال العربية المعاصرة على الإبداع و الابتكار اقتداء بأسلافهم، كما أوصى المؤتمر بأهمية تواصل الأجيال من خلال العمل على تعميق الإدراك الواعى لتاريخ الأمة الحضاري. 

وأوصى المشاركون بالحفاظ على الفن العربى وتوظيفه لخدمة الفن المعاصر ورصد الجوائز السنوية لتشجيع وتكريم المبدعين من الخطاطين على مستوى العالم الإسلامي، للتنسيق حول وضع برامج تعليمية وثقافية حول الحضارة الإسلامية بما يتناسب مع التخصصات العلمية فى هذه الجامعات وتشجيع المنافسة بين العلماء على التأليف والبحث فى المجالات الحضارية الإسلامية، لتحقيق التواصل بين شباب الدارسين والباحثين وتوثيق معرفتهم وصلتهم بحضارتهم الإسلامية العريقة، ودعوة الجامعة العربية، والمنظمة العالمية اليونسكو، والمنظمتان العربية والإسلامية، "الإسيسكو" و"الألكسو" ومراكز البحوث الحضارية فى الجامعات العربية وغير العربية لمزيد من التعاون العلمى مع الجمعية والمشاركة فى الإعداد لموسوعة ثقافية عن الحضارات الإنسانية التى توالت على الأمة العربية وآثارها الباقية وتأثرها بالحضارات السابقة عليها واللاحقة بها كون منطقتنا العربية ملتقى لحضارات عده كالفرعونية والإغريقية والرومانية والفارسية والآشورية والمسيحية والعربية والإسلامية.

يذكر أنه أقيم على هامش المؤتمر معرض للفن التشكيلى تحت عنوان "رؤى حضارية" بمشاركة 80 فنانا تشكيليا من مختلف الدولة العربية.

 

لطفى عطية

 

قراءة (2709)/تعليقات (0)

كلمات دالة: