06 ديسمبر, 2016

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم

قال تعالى: "تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ"  (آل عمران: 27، 28)

هذه القدرة كما تتجلى في الملك وتصريفه تظهر في هذه العملية المتجددة المكررة في الكون، وهي الليل والنهار، ويأخذ كل منهما من الآخر ويعقب كل منهما الآخر بنظام دقيق، لا يعتريه خلل أو اضطراب بأن لا يأتي في موعده أو يتخلف، وهذا ليس من قبيل المصادفة بل بتدبير الله عز وجل.

كذلك الحياة والموت عملية عجيبة وصل العلم إلى بعضها، فالخلايا في الكائن الحي تتبادل الحياة والموت، هذه تحيا وهذه تموت ثم تتغير، فتحيا الخلايا التي ماتت وتموت التي تحيا، وينتهي أمر بعض الكائنات بالموت والاندثار، أو تتحول لتدخل عناصرها في مخلوقات جديدة وهذا كله من صنع الله -عز وجل- دون غيره.

 ثم إن كل ما يتعلق بالكون في يد الله تعالى، وحياة المخلوقات متوقفة على الرزق الذي هيأه الله لكل مخلوق فما تحتاج إليه الكائنات تكفّل الله -عز وجل- به وهو الذي يعطي ويمنع ولا أثر لغيره فيه.

 فلِمَ يُعرض الإنسان عن ربه ويعبد غيره من صنم أو بشر؟! هل يملك هؤلاء من ذلك شيئا؟!، وهل لهم قدرة على التدبير أو الرزق؟! فالقيوم والمتصرف هو الله تعالى وحده.

فمن يوالي المشركين وأضرابهم بأن يساعدهم أو يعاونهم أو يناصرهم فلن تكون علاقته بربه على أساس سليم، ولكن إذا اضطر المسلم إلى مُداراة هؤلاء فلا بأس أن يظهر لهم المودة ولا يصل إلى معاونتهم بالفعل، وتكون المداراة من أساليب التخلص من شر هؤلاء ولكن لا يتحول ذلك إلى عمل أو مناصرة، وإلا فالله تعالى يحذر من يرتكس في مساعدتهم ومناصرتهم.

وهاتان الآيتان الكريمتان تشتملان على أمرين:

الأمر الأول: عجيبة إيلاج الليل في النهار، والنهار في الليل والحياة والموت والرزق ودلالتها على الوحدانية والقيومية، وعبر عنه بقوله تعالى:

"تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"     آل عمران:27

الليل والنهار يتعاقبان على الأرض بحيث يأخذ كل منهما مكان الآخر؛ الظلمة تأخذ مكان النور، والنور يأخذ مكان الظلمة، وهذا يحدث من دوران الأرض بسرعة حول محورها كما قال تعالى:

 "يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا" الأعراف: 54

 

وهذا منذ تمام خلق السموات والأرض، ومعنى يغشي: يغطي فكل منهما يغطي مكان الآخر.

ومعنى:

" يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ" الزمر: 5                    

أن الأرض تدور حول محورها أمام الشمس أي: يكور ظلمة الليل على مكان النهار فيصير ليلا، ويكور نور النهار على مكان الليل فيصير نهارًا.

وهذا يتفق مع قوله تعالى:

"يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ" فاطر: 13

 فيغطي الظلام مكان النور، ويغطي النور مكان الظلام على التبادل، وهذا معنى الإيلاج الذي هو: الإدخال، فمكان الليل يحل محل مكان النهار والعكس بالعكس على سطح الأرض، وهذا ناشئ عن دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس، وهذا يدل على تبادل الأماكن على التساوي ويدل على أن الأرض كروية.

والليل والنهار ظرفا زمان، ولا بد لهما من مكان فلا زمان بدون مكان، والمكان هو الأرض(1).

ويلاحظ أن هذا الباحث في علم الكون لم يشر إلى تفاوت زمن الليل وزمن النهار بأن يأخذ أحدهما من الآخر فيطول هذا ويقصر ذاك، مع أن الإدخال يشمل هذا المعنى أيضا، فالولوج في الأصل الدخول، والإيلاج: الإدخال، فزمن النهار قد يزيد عن زمن الليل والعكس على حسب دورة الفَلك واختلاف المطالع والمغارب في كثير من البلدان، وهذا الإيلاج يتم في حالات كثيرة، ولا يضر أن بعض البلدان يستوي فيها الليل والنهار كتلك البلاد التي تقع على خط الاستواء، فالعبرة بالغالب الكثير، والآية كما تشمل الزيادة والنقصان تشمل التعاقب كأن زوال أحدهما ولوج في الآخر.

وهذه العجائب في تبادل الليل والنهار ترشد إلى الخالق القادر عليها وحده وهو الله تعالى.

إن الطبيعة تتألف من الحجر والتراب والأشجار والنباتات، والكائنات الحية تتكون من ملايين الخلايا، ويقرّ العلم الحديث بوجود حياة في الخلية الواحدة، والكون كله حي جملة وتفصيلا، وكل ذرة أو ما دونها فيه كائن حي له حقيقته التي استدعت وجوده وحياة الكون حياة عاقلة تمارس ما يمارسه العقلاء:

" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا "    الأحزاب: 72

" وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ "     البقرة: 74

"  لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ "  الحشر: 21

 

" فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا "      الأعراف: 143

" تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا "  مريم: 90 ــ 91

وكان في مكة حجر يُسلِّم على رسول الله قبل بعثته، إلخ.

 والجسم الإنساني يتألف من خلايا كثيرة جدا ومعقدة، وهي تنقص بسرعة كالآلات التي تتآكل، ويعوض هذا النقص بالغذاء؛ فالجسم الإنساني يغير نفسه بنفسه بصفة مستمرة، كالنهر الجاري، ويستمر ذلك بسرعة في الطفولة والشباب، ثم تستمر بهدوء في الكهولة، وقيل: إنها تتجدد بصورة كاملة كل عشر سنين، فبناء الجسم المادي مستمر وإن بقي على عاداته وحافظته كما كان.

ويمكن أن يقال: إنه في كل مرحلة قد مات وإنه يعيش حياة أخرى جديدة بعد موته، فالإنسان الذي عمره خمسون عامًا يمكن أن يقال: إنه مات خمس مرات، ثم في السادسة من المراحل مات على وجه اليقين، وعلى هذا يمكن أن يعيش حياة أخرى بعد الموت في آخر عمره(2).

وقد ذكر علماء التفسير ما يعرفونه من نماذج لهذا الإخراج، فهو سبحانه يخرج النخلة من النواة ويخرج النواة من النخلة ويخرج الدجاجة من البيضة ويخرج البيضة من الدجاجة، ويخرج الحبة من السنبلة ويخرج السنبلة من الحبة.

ويعدون هذا إخراجا لحي من الميت والعكس، مع أن هذه كلها من الإحياء كما يثبت العلم الحديث.

وعدى المفسرون المعنى هنا إلى إخراج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، وينقلون في ذلك بعض الأحاديث عن سلمان الفارسي، وروى معمر عن الزهري أن النبي دخل على نسائه فإذا بامرأة حسنة الهيئة قال: من هذه ؟ قلن إحدى خالاتك. قال: ومن هي؟ قلن: هي خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث، فقال النبي  : «سبحان الذي يخرج الحي من الميت، فهي امرأة صالحة وأبوها كافر» (المعجم الكبير ويفسرون ذلك على أنه موت قلب الكافر وحياة قلب المؤمن، ومن ذلك إخراج الطيب من الخبيث، والخبيث من الطيب ونحو ذلك، ويعدون الصنف الأول إخراجًا حقيقيًا ويعدون الصنف الثاني إخراجًا مجازيًا.

 وهذا على قدر علمهم وعلى الروايات المأثورة في هذا المجال.

والله تعالى يرزق من يشاء بغير حساب فهو سبحانه يتكفل برزق المؤمن والكافر ويزيد في رزق الصالحين ولا يضيق ولا يقتر عليهم.

وقوله سبحانه "بِغَيْرِ حِسَابٍ" حال من الفاعل وهو ضميره تعالى على معنى أنه سبحانه يرزق من يشاء حال كونه غير محاسب له، أو حال من المفعول "مَن" على معنى ترزق من تشاء حال كونه غير محاسب.

والحساب إما على أنه غير محسوب لكثرته كما تقول: فلان يعطي بغير حساب أي: لا يحسب ما يعطي ولا يعده ولا يقدره، وهذا ينبئ عن كثرة العطاء.

وإما على أن الحساب من المحاسبة عليه بسؤال عنه يوم القيامة.

الأمر الثاني: أمر الحق سبحانه بعدم موالاة المؤمنين المشركين وأضرابهم إلا على سبيل التقية وتحذيرهم من الموالاة بالتعاون والنصرة، خشية الحساب الشديد يوم القيامة، وعبر عنه بقوله جل ثناؤه:

"لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ" 

آل عمران: 28

وتعطى الأولوية للمؤمنين يعاون بعضهم بعضًا ويناصره ويستعين به في الأعمال والمنافع.

والذين يوالون هؤلاء دون حاجة ملحة أو ضرورة معرضون لعقاب الله تعالى وهم موقوفون بين يديه سيحاسبون على مخالفتهم النهي عن الموالاة لهم.

 وقد نزلت هذه الآية في شأن عبادة بن الصامت الأنصاري، وهو ممن شهد بدرًا وكان له حلفاء من اليهود فلما جاءت غزوة الأحزاب قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إن معي خمس مئة من اليهود وقد رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدو فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.

وقيل: كان لبعض الأنصار صلات ببعض يهود المدينة فحذرهم بعض المؤمنين من هذه الصلات وقالوا للأنصار اجتنبوا هؤلاء اليهود واحذروا لزومهم خوف الفتنة في الدين ونزل القرآن يؤكد المنع.

وعند الضرورة لا بأس وقد استعان النبي -- ببعض المشركين مثل صفوان بن أمية، فقد استعان به في حرب هوازن.

ولا بأس ببر بعض هؤلاء الذين لا ضرر منهم  قال تعالى:

" لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "     الممتحنة: 8

  والأسلوب" لَّا يَتَّخِذِ" نهي، جزم فيه الفعل بـ" لَّا " الناهية، وأجاز الكسائي أن يكون الأسلوب أسلوب خبر و"لا" نافية والفعل" يَتَّخِذِ" مرفوعا، وهذا الأسلوب يفهم منه أيضا النهي، فهو خبر ف،ي معنى النهي وهو يفيد أن الذين نهوا التزموا قبل الأمر فهو يخبر عن هذا الالتزام، ولبيان أن المؤمنين هم الأحقاء بالصلة والتعاون.

ومعنى"مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ" أي: متجاوزين المؤمنين على معنى لا يجوز ترك الاستعانة بالمؤمن ومولاة هؤلاء ولا يجوز المشاركة في عمل ما إذا كان يمكن للمؤمن أن يستقل بالعمل والمساعدة.

و "مِن" هنا لابتداء الغاية فلا بد أن يبدأ بالمؤمن فيواليه ويحرص على التعاون معه.

ولسائل أن يسأل : لماذا قال: "وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ" ولم يقل "ومن يتخذ" هؤلاء أولياء) إلخ ؟

الجواب: أن التعبير بالفعل وترك التعبير بالاتخاذ للدلالة على قبح الاتخاذ وشناعته.

ومعنى "فليس من الله في شيء" أن العلاقة تنقطع بين المؤمن وربه إذا تعاون مع هؤلاء وترك التعاون مع المؤمن أو إذا جاراهم على ما هم عليه وبما يحبونه.

وتنقطع العلاقة بين الإنسان المؤمن، وخالقه لعمله ما نهاه الله عنه، فلا يكون من جملة المؤمنين الصادقين الأوفياء لدينهم ولأمتهم فالذي يوالى غير المؤمنين ليس من المؤمنين وعلى حد قول القائل:

إذا والى صديقُك من تعادي       فقد عاداك وانقطع الكلام

لكن يجوز التقية إذا كان فيها البعد عن الأخطار التي تتهدد المؤمن بقطع الصلة بهؤلاء.

"إلا أن تتقوا منهم تقاة" التقاة هي: التقية وأصلها وُقية على وزن فُعلة بواو مضمومة وياء متحركة بعد القاف المفتوحة. قلبت الواو تاء وأبدلت الياء ألفا فصارت ( تقاة) وهو مصدر سماعي والمصدر القياسي هو (اتقاء) مثل اقتداء وابتداء وانتهاء ونحو ذلك.

والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال يعني لا تجوز الموالاة لهؤلاء في حال من الأحوال إلا في حال التقية.

والخطاب هنا للمؤمنين المتحدث عنهم بأسلوب الغَيْبة قبل ذلك على، سبيل الالتفات لأن النهي السابق موجه إليهم على صيغة الخطاب بطريق الغيبة.

والجار والمجرور في"فليس من الله في شيء"، "من الله"، وفي "إلا أن تتقوا منهم تقاة"، "منهم" يعربان حالين من النكرة بعدهما لأن الصفة إذا تقدمت على النكرة أعربت حالا.

وقد هدد المولى سبحانه الذين لا ينتهون عن موالاة هؤلاء بما ينذر بالعذاب الشديد

"ويحذركم الله نفسه".

والتعبير بالنفي يمكن أن يكون حقيقة، والمراد الذات، وكما أراد سبحانه بإطلاق النفس على أنه سبحانه يخوفهم منه لأنهم حين الموالاة أهل عصيان، ويمكن أن يكون المعنى أنه يحذرهم عقابه فيكون الكلام على تقدير مضاف وكلاهما يؤدي المعنى، والتحذير من النفس أقوى لاشتماله على كل ما يمكن تصوره من عقاب الله ومن انحراف المؤمن بهذه الموالاة وما يمكن أن يترتب عليها مما لا تحمد عقباه.

وتذييل الآية بقوله سبحانه: "وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ" تزيد الموقف تهديدًا لأن الإنسان راجع إلى الله فيحاسبه على ما قدمت يداه، والمقصود هنا رجوع المؤمن إلى ربه، فمن التزم النهي أثابه الله تعالى ثوابًا جزيلا ومن لم يلتزم يتعرض للشقاء الأخروي.

والله تعالى لا يريد بذلك إلا أن يتلاحم المجتمع المسلم ويتكاتف ويقوي بعضه بعضا؛ وترك معاونة المؤمنين إلى موالاة هؤلاء يعد إخلالا جسيمًا يضر المجتمع ويؤدي إلى ضعفه وعدم استقامته.

ووضع الاسم الجليل مكان الضمير في قوله "وإلى الله المصير" لتربية المهابة.

(1)  (محمد والمعجزات العلمية في القرآن والحديث )– نور الدين أبو لحية ط. دار الكتاب الحديث ص 123-126 بتصرف

(2)   المصدر السابق ص 146 وما بعدها بتصرف.

 

قراءة (9738)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
1345الأخير