تنفيذاً لتوصيات مؤتمر الشباب:
-الأزهر يضع أول لبنة فى صرح حوار مجتمعى يستعيد منظومة الأخلاق ويصوب الخطاب الدعوىد. عباس شومان يفتتح أولى الجلسات ويطالب الشباب بإبداء ملاحظاتهم دون مجاملة
-د. إبراهيم الهدهد: المصارحة والمكاشفة تأخذ بيد الشعوب لوضع الحلول لمشكلاتها
انطلاقاً من رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى مؤتمر الشباب الذى عقد مؤخرا فى شرم الشيخ، أطلق الأزهر الشريف حوارًا مجتمعيًا، برعاية فضيلة الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لوضع رؤية وطنية تمثل إستراتيجية شاملة لترسيخ قيم الولاء والانتماء والأخلاق فى المجتمع، تطبيقاً لتوصيات مؤتمر الشباب الذى أوصى بقيام الحكومة بالتعاون مــع الأزهـر الشريف والكنيسـة المصرية وجميــع الجهات المعنيــة بالدولة بعقــد حوار مجتمعى موسع يضم المتخصصين والخبراء والمثقفين من أجل استعادة المنظومة الأخلاقية وتصويب الخطاب الدعوى.
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، فى بداية انطلاق الحوار المجتمعى إن الأزهر قائد فى الحوارات المجتمعية لأنه مؤسسة مجتمعية مختلطة بكل طوائف الشعب، وتعمل على كل بقعة من تراب الوطن من خلال وعاظها ومعلميها فى المعاهد الأزهرية وأساتذة الجامعة فى كل فروعها المنتشرة فى محافظات الجمهورية والعديد من دول العالم، مشيرًا إلى أن مبعوثى الأزهر فى 70 دولة يقومون بهذا الدور المجتمعى، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذى يتحاور فى الداخل والخارج بخطاب سهل وواضح يلقى قبولاً عند المسلمين وغير المسلمين.
وأوضح الدكتور شومان أن الحوارات المكثفة التى أطلقها الأزهر استكمالا لمبادراته مع وزارات الشباب والتربية والتعليم والثقافة نفذت فى جميع محافظات مصر لا سيما الحدودية، هذه المبادرات تستهدف الحوار المباشر مع الشباب؛ للوقوف على رأيهم فى المشكلات التى يعانون منها، وإبداء رأيهم وتقييمهم الأداء الدعوى والتعليمى، مطالبا الشباب بإبداء ملاحظاتهم بكل وضوح دون تردد أو مجاملة فى أداء مؤسسة الأزهر بمجاليه التعليمى والدعوى بهدف تقييم الوضع والمكاشفة مع تصحيح المفاهيم الخاطئة فى أذهان الشباب، خاصة أن بوصلة الشباب والكبار مشوهة إلى حد كبير بمعلومات خاطئة وبكثير من الأمور التى افتراها أصحاب الهوى والدخلاء والجهلاء على الساحة الدعوية ونسبوها إلى الأزهر ومناهجه.
وشدد وكيل الأزهر على أن الأزهر فى مقدمة المؤسسات التى ترحب بالنقد شريطة أن يكون بناءً وموضوعيًا لا يفترى ولا يزيف الواقع أو ليس موجها لهوى أو لغرض، قائلاً: «رسالة شيخ الأزهر إليكم من لديه نقد للأزهر فليوجهه فى هذه الحوارات وعليه أن يسمع بقلب مفتوح إما أن يقتنع ما فهمه كان خطأ وإما أن يثبت ما قاله صواب ووقتها سنعترف به ونعتذر عنه ونعده بأننا سنصوبه»، موضحًا أن أكثر المنتقدين لجميع قيادات الأزهر وبشكل يومى هو شيخ الأزهر، وأن الأزهر الشريف له جهود كثيرة لا يعرف الناس عنها شيئاً، فالأزهر يعمل فى صمت ويغض الطرف عن الذين لا يستحقون الرد ليس ضعفا وإنما لأنه يدرك حجم التحديات ولا وقت لديه للمهاترات، خاصة أنه يعول كثيرا على وعى المصريين وقدرتهم على التفريق بين الغث والسمين والحق والباطل.
وقال الدكتور شومان إن الجيش المصرى ملك للمصريين ويحظى فى قلب كل مصرى بالتقدير والاحترام؛ لأنه حقق للعرب والمسلمين العزة والكرامة ودافع عن العروبة والإسلام وأرض العرب، موضحًا أنه لم يستطع أحد أن ينال من المصريين ومقدراتهم وجيشهم القوى الذى يقدم كل يوم شهداء يضحون بأرواحهم فداء لجميع المصريين، مشيرًا إلى أن القناة المشبوهة التى انتقدت الجيش العزيز لا يقيم لها المصريون وزنًا، لأنها تبث أموراً بعيدة عن رسالة الإعلام الحقيقية.
وشدد شومان على أن الحوارات المجتمعية لن تكون خطابات وعظية وإنما سوف تعتمد على فتح باب الحوار للقاءات كثيرة جداً فى جميع المحافظات يشارك فيها الأقباط مع المسلمين، فى وجود منصة الحوار رجال الكنائس المصرية من بيت العائلة المصرية جنبا إلى جنب مع علماء الأزهر للإجابة عن كل التساؤلات. مشيراً إلى أن الحوارات ستنقل صورة حقيقية عن معاناة الشباب والفتيات ونسعد بانتقاداتهم قبل ما يوجهونها ومن إشادة للخروج بتوصيات مع وزارات الشباب والأوقاف والتربية والتعليم والثقافة لتكوين إستراتيجية محددة تتحول إلى خطط وبرامج عمل يرى الناس على الأرض أثرها فى القريب العاجل لنتمكن من استعادة منظومة الأخلاق وتصويب الخطاب الدعوى بما يناسب آليات العصر.
وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، إن الحوار المجتمعى يهدف إلى إعادة القوة فى تماسك النسيج المصرى، وأن الشباب هم أساس هذه الحوارات والنقاشات مع الاستعانة بالخبرات للنهوض بالمجتمع.
وأضاف الهدهد أنه ليس من المقبول إهمال الشباب أو عدم منحهم الفرصة الحقيقية لبناء مستقبلهم، وعلى الكبار أن يقدموا لهم النصح من قبيل العون، لافتًا إلى أن المصارحة والمكاشفة سوف تمكن الشعوب من وضع يدها على المشكلات لوضع الحلول المناسبة، لاستعادة القيم المثلى التى جاءت بها الأديان السماوية لتحقيق مصالح الناس، وعمود الأديان عامة والإسلام، خاصة فى استعادة القيم استعادة لقوة المجتمع، مشيرًا إلى أن المستقبل سوف يكون للشباب، وأنه ليس من المعقول إهمال خريطتهم المستقبلية فى إبداء آراء بكل صراحة ووضوح، وإطلاق كل القيود التى تسمح لهم بإبداء آرائهم لبناء مستقبل بناء ورشيد لاستعادة القيم لأن قوة المجتمعات فى المحافظة على قيمها.
ودعا الدكتور سامى الشريف، رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون الأسبق وعميد كلية الإعلام فى الجامعة الحديثة، كل فئات المجتمع إلى المضى على نهج الأزهر فى دعم القيم المجتمعية، كما أشاد بمؤسسة الأزهر على فتح هذا الحوار المجتمعى لإعادة قيم المجتمع والمحافظة على الهوية المصرية وترسيخ قيم الانتماء وتجديد الخطاب الدينى بما يتلاءم بما هو موجود على الساحة من تطورات تكنولوجية وساسية ومجتمعية متلاحقة، فالأزهر هو الذى يتبنى الفكر الوسطى طوال تاريخه وقدم علماء لكل دول العالم فليس لأحد أن يجدد الخطاب الدينى، وعلماء الأزهر الشريف هم الأجدر بهذه المهمة.
وأوضح الشريف أن الخطاب الدينى ليس سبب تدنى الأخلاق فهناك خطاب ثقافى وإعلامى وتعليمى يحتاج إلى وقفة تسببت فى هذا التدنى الأخلاقى، لأن الأزهر يتصدى لأى انحرافات على الساحة، ويطالب بتجديد الخطابات التى ساعدت على فساد وتفشى الظواهر الدخيلة على المجتمع، لافتًا إلى أن بعض القنوات الفضائية تبث كل الأحداث المخزية التى تجرح الآداب العامة وتتلقفها القنوات الغربية لتبثها من جديد، لافتًا إلى أنه لولا علماء الأزهر ما استمرت مصر على هذه المكانة الثقافية والتعليمية، بصفته القوى الناعمة للإعلام والثقافة والفنون، نتيجة أخطاء مورست من المؤسسات، خاصة أن بعض القنوات الفضائية المحلية تفوقت على القنوات الغربية فى تشويه صورة الإسلام.
مصطفى هنداوى