ينظم مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية سلسلة من الندوات والمحاضرات التى تستهدف رفع حالة الوعى لدى الشباب، ومخاطبة القضايا الملحة على الساحة، وخصوصا ما يتعلق بالإرهاب وتحصين الشباب من الوقوع فريسة للفكر المتطرف.
عقدت أولى الندوات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات جامعة الأزهر بالقاهرة بعنوان «المسلمون والإسلاموفوبيا» بحضور لفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وسط ازدحام طلابى مصريين ووافدين، فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وحرص مرصد الأزهر على التواصل مع شباب الجامعات المصرية وفتح باب الحوار معهم، والاهتمام بما يشغل أذهانهم من قضايا مختلفة.
7 لغات
وألقى الدكتور محمد عبدالفضيل، منسق عام المرصد، الضوء عن آلية عمل المرصد، موضحًا أن المرصد ينشر بسبع لغات، وله نشاط ملحوظ على صفحات الجرائد المصرية والمواقع الإخبارية والعالمية، لافتًا إلى أنه له العديد من الإصدارات التى تصحح المفاهيم المغلوطة تم طبعها فى مقدمتها «إستراتيجيات داعش فى استقطاب الشباب»، و«الإسلاموفوبيا» وإصدار عن «مسلمو بورما» و«بوكوحرام»، وتحت الطباعة بالسبع لغات رسائل تم تجميعها من كل الكلمات التى القيت فى المحافل الدولية يصل عددها إلى 20 كلمة تهتم بمختلف القضايا، وسيتم طباعتها بعد أسبوعين.
وأضاف عبدالفضيل أن المرصد قام بإطلاق حملتين باللغات الأجنبة والعربية «يدعون.. نصحح» و«مفهوم الجهاد» وبصدد إطلاق حملة ثالثة تحت عنوان «قيم مصرية أصيلة» مؤكدًا على أن المرصد فريد من نوعه فى المنطقة العربية، حيث ينشر بسبع لغات مختلفة، ويقوم برصد كل ما هو خاص بالإسلام والمسلمين فى أنحاء العالم، والرد عليها من خلال نخبة متخصصة فى كافة العلوم الشرعية والإسلامية والثقافية وغيرها.
الإسلاموفوبيا
وألقى الدكتور كمال بريقع، مدير مرصد الأزهر، محاضرة عن الإسلاموفوبيا موضحًا أن هناك علاقة وطيدة بين الإسلاموفوبيا وبين التطرف، وأن هناك عدة عوامل ترتبط بارتفاع خطر التطرف منها وجود أقلية مهمشة اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا، والثانى أن تتبنى الدولة نظرة معينة تجاه مجموعة من المواطنين وتتعامل معهم على أنها مجموعة مشبوهه كما هو الحال فى الإسلاموفوبيا، والتى يعانى منها المواطنون المسلمون فى أوروبا، من خلال التعامل معهم على أنهم إرهابيون أو إرهابيون محتملون، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التعامل يؤدى إلى خطر التطرف وردود فعل معاكسة عند الناس، إذ يشعرون أن هويتهم مهددة، وبالتالى يدفعهم إلى الانضمام لجماعات متطرفة، وبعد دراسات وأبحاث عدة تم التوصل إلى أن الاتحاد أوروبى يضم 25 دولة من أكبر المناطق التى تغذى تنظيم داعش من حيث عدد المنضمين.
ونوَّه بريقع إلى أن نحو 5 آلاف أوروبى أنضموا إلى داعش فى عام 2014 ليصل عدد المنضمين من دول أوروبا إلى ما يقرب من 20 ألفا، وتحتل فرنسا المركز الأول من حيث عدد المنضمين إلى تلك الجماعة، وتأتى ألمانيا فى المرتبة الثانية، موضحًا أن العامل الثالث من عوامل التطرف وعلاقته بالإسلاموفوبيا يمثل الوقود الذى يغذى الجماعات المتطرفة فى الغرب، خاصة أن الشباب الأوروبى ينضم إلى داعش نظرً ا لتلك السياسات التى تتبناها هذه الدول، مشددًا على أن العنصرية أحد أهم أسباب انتشارها.
وقد شهدت الندوة تفاعلا كبيرًا من قبل الحاضرين، وخاصة الشباب الذين طالبوا بزيادة الندوات التفعالية؛ لإتاحة الفرصة للتعبير عن آرائهم والاستماع إلى أطروحاتهم للرد عليها.
نعمات مدحت