انطلاقًا من الدور الريادي للأزهر الشريف ومسؤولياته تجاه قضايا العالم الإسلامي بصفة عامة، وقضية القدس بصفة خاصة؛ إذ Yنها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزبٍ أو عرقٍ، بل قضية كل المسلمين، وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، تتابع وحدتا الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن كثب كافَّة المستجدات على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكات الصهيونية بحق المقدسات والشعب الفلسطيني.
ويتابع التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الأول من يونيو؛ لعرضها على القارئ الكريم في ملف شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوجدان العربي والإسلامي، ومحاولة لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.
ومن أبرز العناوين:
ــ مسيرة العودة تدخل أسبوعها الحادي عشر ,قوات الاحتلال تعتقل 17 فلسطينيًّا داخل باحات المسجد الأقصى.
ــ خريجو جامعة القدس .. شهادات مع وقف التنفيذ.
ــ الرئيس الفرنسي لنتنياهو: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيؤدي إلى الهلاك.
مسيرة العودة تدخل أسبوعها الحادي عشر
يُواصل الفلسطينيون نضالَهم الحرَّ بلا كلل أو ملل؛ لكسر الحصار والعودة إلى أراضيهم المحتلَّة، من خلال مسيرات العودة الكبرى التي بدأت منذ عشرة أسابيع، ودخلت أسبوعها الحادي عشر، الجمعة 8 يونيو، تحت مسمَّى "مليونية القدس"، بمناسبة ذكرى "يوم القدس العالمي".
وتوجَّه الفلسطينيون منذ ساعات الصباح إلى مخيمات العودة الخمسة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، ورفعوا شعار "مليونية القدس"، وأشعل المئات من الشبّان النارَ في إطارات السيارات البالية، وأطلقوا عشرات الطائرات الورقية الحارقة صوب قوات الاحتلال الإسرائيلية.
صورة: وكالة القدس للأنباء
وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاصَ الحيَّ وقنابل الغاز على المتظاهرين، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة 600 آخرين، بينهم 26 طفلًا، و14 سيدة، وعدد من الصحافيين.
ورغم النجاحات التي تحققها مسيرات العودة من خلال المحافظة على زخمها وشعبيتها وطابعها السلمي، إلا أن "الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار" لم تعلن فعاليةً مركزيةً الجمعة المقبلة، التي توافق "عيد الفطر المبارك"، على غرار ما فعلت في الأسابيع الماضية، فيما وُصف بأنه "استراحة محارب".
ودعت "الهيئة" في بيان إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل يومًا للتراحم والمواساة؛ لزيارة بيوت الشهداء والجرحى، كما دعت إلى إقامة صلاة العيد في المخيمات الخمسة شرق القطاع، وأكَّدت على استمرار فعاليات مسيرة العودة حتى تحقيق أهدافها وكسر الحصار.
قوات الاحتلال تعتقل 17 فلسطينيًّا داخل المسجد الأقصى
لا تتوقف الممارسات الصهيونية بحقِّ الفلسطينيين والمسجد الأقصى حينًا يسيرًا، حتى تفاجئنا بعمل يُعدُّ انتهاكًا لحرية العبادة والحقِّ في ممارسة الشعائر الدينية، فقد اعتقلت شرطة الاحتلال 17 فلسطينيًّا من المصلِّين، داخل باحات المسجد الأقصى، على خلفية تلاوتهم القرآن بصوت مرتفع أثناء تجوال مجموعة من المستوطنين كانوا قد اقتحموا المسجد.
وما يفسر اعتقالَ المصلين في المسجد الأقصى اجتماعُ جماعات "الهيكل المزعوم" المتطرفة، مطلع الأسبوع، دعت فيه إلى اقتحام واسع للمسجد يوم الثلاثاء 20 رمضان، "لكسر فكرة إغلاق ساحات الأقصى في وجه المستوطنين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان"، حيث يعدّون المصلين مرابطين في الحرم القدسي وسببًا في صد اقتحاماتهم؛ لتدفقهم واعتكافهم على مدار هذه الأيام، ما لم يكن يحدث في الماضي.
خريجو جامعة القدس.. شهادات مع وقف التنفيذ
لا يخفى على المتابع لمجريات الأحداث على الساحة المقدسية أن سلطات الاحتلال لا تقف عند حدود القتل والاعتقالات، بل تعمل وفق خطط صهيونية خبيثة على محو الشكل العربي وطمس الهوية الإسلامية وإضفاء الطابع اليهودي على مدينة القدس، حيث رفضت وزارة الشؤون الاجتماعية في حكومة الاحتلال الاعتراف بالشهادات الجامعية لخريجي كلية العلوم الاجتماعية، رغم الحاجة الماسة إليهم.
ورغم اعتراف سلطات الاحتلال بجامعات الضفة الغربية ومعاملتها وفقًا لقوانين الجامعات الأجنبية، فإنها ترفض الاعتراف بجامعة القدس بسبب وجود العديد من كلياتها في مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي أدى إلى صعوبة الحصول على وظيفة للمئات من خريجي كليات العلوم الاجتماعية جرَّاء هذه الممارسات.
وطلبت الهيئة القانونية الممثلة لجامعة القدس من المستشار القضائي لحكومة الاحتلال الإسرائيلية، المصادقة على لقب "العلوم الاجتماعية" الذي تمنحه الجامعة، مشيرة إلى أن التقارير تؤكد حاجة سوق العمل إلى العاملين الاجتماعيين الناطقين باللغة العربية، إلا أن ممثل المستشار القضائي زعم - بعد نقاش طويل - أن الاعتراف بالشهادات من اختصاص وزارة الشؤون الاجتماعية، ما أدى إلى زيادة الأمور تعقيدًا.
الرئيس الفرنسي لنتنياهو: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيؤدي إلى الهلاك
تقوم فرنسا بدور ملحوظ فيما يخص قضايا العالم بصفة عامة والشرق الأوسط بصفة خاصة، حيث تلعب دورًا محوريًّا في الملف النووي الإيراني، والملف السوري، وحرب اليمن، إلا أنها آثرت عدم التدخل في ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
ورغم أن فرنسا وإسرائيل حليفتان، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعرب في لقاء صحفي، الثلاثاء 5 يونيو، عن يأسه من التراجع في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، قائلًا: "أشعر بالقلق إزاء التهديدات التي تواجه عملية السلام"، مذكرًا بموقف فرنسا من القضية الفلسطينية أن يكون هناك حل عادل وطويل الأمد للدولتين مع وجود القدس عاصمة للبلدين.
وأضاف "ماكرون" ذكرت في لقائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بموقفي الدائم لشجب العنف ضد المدنيين في غزة، وأكدت التزام فرنسا بأمن إسرائيل، لافتًا إلى أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أدى إلى القتل، في إشارة إلى قتل الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، وأوضح أن نقل السفارة لم يكن احتفالًا ولم يساهم في دفع السلام قدمًا، بل سيؤدي إلى الهلاك.