انطلاقًا من الدور الريادي للأزهر الشريف ومسئولياته تُجاهَ قضايا العالم الإسلامي بصفة عامة، وقضية القدس بصفة خاصة؛ إذ إنها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزبٍ أو عِرْقٍ، بل قضية كل المسلمين.
وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم؛ تتابع وحدتَا الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن كَثَبٍ المستجدات كافة على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكات الصهيونية بحقِّ المقدسات والشعب الفلسطيني.
يتابع التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الثاني من يونيو، لعرضها على القارئ الكريم في ملف شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوِجدان العربي والإسلامي، ومحاولة لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.
أبرز العناوين:
- في الجمعة الـ12 لمسيرات العودة.. الفلسطينيون يؤدّون صلاة العيد في المخيمات والأقصى
- الاحتلال الصهيوني يخطط لزيادة عدد اقتحامات المسجد الأقصى رمضانَ المقبل
- على خلفية اعتداءات بحقِّ قساوستها.. إثيوبيا تُجَمِّد نقل سفارتها إلى القدس
الفلسطينيون يؤدّون صلاة العيد في المخيمات والأقصى:
رغم النجاحات التي حققتها مسيرات العودة من خلال إحياء قضية اللاجئين، وإصرار الشعب الفلسطيني على تمسكه بأرضه وحقوقه التاريخية، فضلًا عن المحافظة على زَخْمها وشعبيتها وطابعها السلمي، في أحدَ عشرَ أسبوعًا خلا، إلا أن الجمعة الثانيةَ عشرةَ 15 يونيو، لم تأتِ على غرار الأسابيع الماضية.
حيث إن "الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار"، لم تعلن الجمعة التي وافقت عيدَ الفطر فعاليةً ضد الكِيان الصهيوني المحتل، واعتبرته يومًا للتراحم والمواساة وزيارة بيوت الشهداء والجرحى، وإقامة صلاة العيد في المخيمات الخمسة شرق قطاع غزة.
وأدَّت جموع غفيرة من الفلسطينيين صلاة عيد الفطر، في ساحاتٍ بالقرب من السياج الفاصل بين شرقي قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48، وأكَّدوا على حقهم في العودة إلى أرضهم ومواصلة التحدي والصمود واستمرارالمسيرات لكسر الحصار، كماهنَّأوا الأمة العربية والإسلامية بالعيد، مشدّدين على أن المسجد الأقصى ليس للشعب الفلسطيني فحسب، بل للعالم العربي والإسلامي بأسْره.
وفي سياقٍ متصل؛ أدَّى عشرا ت الآلاف من الفلسطينيين صلاة عيد الفطر في رحاب المسجد الأقصى، بعد أن منعت قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين، من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، والسماح فقط لأبناء القدس بأداء الصلاة، وسط وجودٍ أمني مكثَّف على أبواب المسجد.
وأكد الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، في خطبة العيد، على تمسك الفلسطينيين بالمسجد الأقصى ومدينة القدس والأراضي المباركة، ورفْض مخططات التصفية، لافتًا إلى استذكار الشهداء والجرحى، ومع انتهاء الصلاة نظَّم المئات وقفةً في ساحات الأقصى؛ تضامُنًا مع غزّة.
الاحتلال الصهيوني يخطط لزيادة عدد اقتحامات المسجد الأقصى رمضانَ المقبل:
تستمر الممارسات الصهيونية المتطرفة بحقِّ المسجد الأقصى المبارك، التي تهدِف تدريجيًّا إلى السيطرة التامة عليه، عَبْرَ غُلاة الـمستوطنين الذين يَعُدّون أنفسَهم أوصياءَ عليه.
فبعد أن نجح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في أداء صلاة التراويح وإحياء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وإغلاق قوات الاحتلال أبواب المسجد أمام المستوطنين طيلة هذه الأيام، خوفًا عليهم من الاحتكاك بالمصلين، اتَّهمت منظمات "الهيكل" المزعوم شرطةَ الاحتلال، بالفشل في التعامل مع المصلين الفلسطينيين، والحفاظ على "حقّ اليهود" في الحرم القدسي.
وتقول منظمات "الهيكل" المزعوم: إنه يجب علينا عدم البكاء على اللبن المسكوب، بالبحث والتفتيش عن المُذْنِب المُلقى على عاتقه مسئولية ضياع حقِّ اليهود في الحرم القدسي، وإغلاق المسجد الأقصى أمامهم في العشر الأواخر من رمضان، طيلة السنوات الماضية.
بل يتحتَّم علينا العمل والتخطيط الجيد، لما سيحدث عندما يتزامن احتفالنا بالذكرى الـ52 لاحتلال ما تَبَقّى من مدينة القدس، مع العشر الأواخر من رمضان العامَ المقبل.
وتُخطط تلك المنظمات لزيادة وتيرة الاقتحامات، حتى تصل إلى 4 آلاف يهودي، العامَ المقبل، في ذكرى ما يُعرَف بـ"يوم توحيد القدس"، وتَأمُل أن يصل العدد إلى 40 ألفًا فأكثر؛ حتى لا يُغلق الحرم القدسي أمامهم مرةً أخرى، وتأكيدًا على حقِّهم المزيَّف في المسجد الأقصى، هذا ما تعمل المنظمات عليه من الآنَ فصاعدًا.
جديرٌ بالذكر؛ أن منظماتِ "الهيكل" المتطرفة، نجحت في زيادة دعواتها هذا العام ووصلت إلى أرقامٍ غيرِ مسبوقة في اقتحامات المسجد الأقصى؛ حيث اقتحم أكثرُ من ألفَي يهوديٍّ باحاتِ المسجد الأقصى، من جهة باب "المغاربة"، الشهرَ الماضيَ، تحت حماية قوات الاحتلال، ضمن احتفالات ما يُعرف بـ"يوم توحيد القدس".
على خلفية اعتداءاتٍ بحقِّ قساوستها.. إثيوبيا تُجَمِّد نقل سفارتها إلى القدس:
رغم أن دولة إثيوبيا كانت من بين الدول الإفريقية التي حضرت مراسم افتتاح نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وبدأت في التفكير جديًّا في نقل سفارتها إلى القدس؛ فإنها جمَّدت نقل سفارتها على خلفية اعتداءات قوات الأمن الصهيونية على قساوسةٍ إثيوبيين، حيث قامت شرطة الاحتلال بإجلاء القساوسة قسرًا، من مجمعٍ تملكه الكنيسة الإثيوبية في القدس.
وأظهرت لقطاتُ فيديو بثَّتها أخبار "القناة العاشرة" الإسرائيلية، الشرطةَ في المجمع -الواقع في شارع "هِلِيني هاملكا" بالقدس- وهي تتحدث إلى القساوسة بأسلوبٍ غير لائق، وأمرتهم بإخلاء المبنى، بحُجّة أن العقار ملكٌ لهيئة الإذاعة الإسرائيلية.
كما اعتقلت الشرطة أحد القساوسة، البالغ من العمر 84 عامًا؛ الأمر الذي أغضب الحكومة الإثيوبية وجعلها تُجَمِّد نقل سفارتها، وتفكّر في استدعاء سفيرها لدى الكِيان الصهيوني.
وقال "جِل ياسو" المحامي، ممثل السفارة الإثيوبية لدى الكِيان الصهيوني: إن "قرار نقل السفارة الأثيوبية إلى القدس كان قَيْدَ الدراسة، لكن في الوقت الحاليّ تمّ تجميد هذه الخطوة".
وأكد "سولومون جبرا"، نائب السفير الإثيوبي؛ أن هذا "عملٌ بربري من قِبَل الشرطة مع القساوسة"، وصرَّح السفير الإثيوبي، "تتصاجي برها"؛ بأنه "إن لم يكن هناك حلٌّ سريع لهذه القضية، فإن هذا التصرف سيثير أزمةً دبلوماسية".