03 سبتمبر, 2018

تقرير القدس.. الأسبوع الأخير من أغسطس 2018

تقرير القدس.. الأسبوع الأخير من أغسطس 2018

      انطلاقًا من الدور الريادي للأزهر الشريف، ومسئولياته تجاه قضايا العالم الإسلامي بصفة عامة، وقضية القدس بصفة خاصة؛ إذ إنَّها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزبٍ أو عرقٍ، بل قضية كل المسلمين، وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، تتابع وحدتا الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن كثب المستجدات كافة على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكات الصهيونية بحقِّ المقدسات والشعب الفلسطيني.

يتابع التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الأخير من أغسطس، لعرضها على القارئ الكريم في ملف شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوجدان العربي والإسلامي، ومحاولة لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.

أبرز العناوين:

- جرحى بينهم أطفال ومسعفات في الجمعة الـ23 لمسيرات العودة

- تزامنًا مع احتفالات رأس السنة العبرية... دعوات متطرفة لاقتحام الأقصى

- تحت حراسة مشددة... 3000 مستوطن يهودي يقتحمون قبر يوسف

- تأكيدًا على عروبة القدس وإسلاميتها، رئيس البوسنة يزور المسجد الأقصى

- الإدارة الأمريكية... اقتطاع أكثر من 200 مليون دولار من مساعدات غزة الاقتصادية

- الكيان الصهيوني يقنن أوضاع المستوطنات في الضفة الغربية

.......

جرحى بينهم أطفال ومسعفات في الجمعة الـ23 لمسيرات العودة

توافد آلاف الفلسطينيين تجاه مخيمات العودة، المقامة بالقرب من السياج الحدودي شرق قطاع غزة، للمشاركة في المسيرة السلمية تحت عنوان: "مسيرتنا مستمرة"، قام الفلسطينيون خلالها بإحراق الإطارات المطاطية لحجب الرؤية عن قوات الاحتلال الصهيوني.

 فيما ردت قوات الاحتلال الصهيوني بإطلاق النيران والذخيرة الحيّة والأعيرة المطاطية تجاه المتظاهرين بشكل عشوائي؛ ما أسفر عن إصابة 240 مواطنًا بجراحٍ مختلفة، بينهم حالتان خطيرتان، ولم تسلم المسعفات المتطوعات ولا الأطفال من رصاص الجيش الإسرائيلي؛ فقد أصيبت المسعفة "شروق أبو سامح"، بالرصاص الحي في صدرها، كما أصيب كذلك طفل يبلغ من العمر 10 أعوام.

كانت المسيرات قد نجحت في إسقاط طائرة مخصصة لإطلاق قنابل الغاز تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني، على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

Image

 

وأفاد "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، جددت تمسّك الشعب الفلسطيني بأهداف المسيرات التي انطلقت من أجلها في نهاية مارس الماضي؛ من رفع الظلم والحصار عن قطاع غزة، كما ذكرت الهيئة أنه: "ما كان لشعب أن يهدأ غضبه ويلقي سلاحه جانبًا وهو تحت احتلال وعدوان وحصار وظلم وتآمر".

 

Image

ودعت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة يوم الجمعة المقبل تحت اسم: "عائدون رغم أنفك يا ترامب"، وثمنت الهيئة جهود مصر في السعي لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وفتح معبر رفح البري.

جدير بالذكر أن عدد الشهداء منذ انطلاق مسيرات العودة وحتى الآن وصل إلى 180 شهيدًا، وبلغ عدد المصابين أكثر من 18 ألف جريح،  حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

تزامنًا مع احتفالات رأس السنة العبرية... دعوات متطرفة لاقتحام الأقصى

تسعى السلطات الصهيونية بخطوات حثيثة نحو تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، لإقامة الهيكل المزعوم، وفي إطار ذلك دعت حركة "طلاب من أجل الهيكل"، إلى اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، خلال الاحتفالات ببدء السنة العبرية الجديدة، يوم الأحد الموافق 2/9/2018 ؛ حيث وزعت الحركة آلاف الملصقات على جدران الأحياء في "بني براك"، و"بيت شيمش"، و"القدس".

 كما نشرت إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتشجيع المشاركة في اقتحامات ساحات المسجد الأقصى المبارك، خلال الاحتفالات برأس السنة العبرية الجديدة، بدلًا من السفر إلى مدينة "أومان" الأوكرانية للاحتفال برأس السنة العبرية قرب مقبرة الحاخام الحسيدي "نحمان البرتسلافي".

Image

Image

 

وق قال أحد قادة الحركة "طال كوفل": "بمناسبة قرب رأس السنة العبرية الجديدة، قررنا توعية الجمهور الإسرائيلي بأهمية بيت المقدس، المكان الأكثر قداسةً لنا، إن هذا النشاط هو مقدمة لنشاطات عدة موسعة قادمة، من أجل زيادة أعداد اليهود في بيت المقدس".

تحت حراسة مشددة... 3000 مستوطن يهودي يقتحمون القبر المزعوم ليوسف عليه السلام

اقتحم ما يقرب من 3000 مستوطن يهودي القبرَ المزعوم ليوسف عليه السلام ، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، لأداء طقوس تلمودية؛ باعتبارها جزءً من الزيارات الثابتة للمستوطنين في الفترة الأخيرة، التي ينظمها المجلس الإقليمي في السامرة، بمساعدة كل من إدارة الأماكن المقدسة في السامرة وقوات الاحتلال.

وكان من بين المقتحمين "يوسي داجان"،  رئيس المجلس الإقليمي في السامرة، و"يوآف جلانت"،وزير البناء والإسكان الصهيوني ، و"نيازوف" الحاخام الأكبر السفاردي وآخرون.

 

Image

 

وقد صرّح وزير البناء والإسكان -حسب ما أورده موقع "كيبّا" العبري- قائلًا: "يصاحب الدخول إلى قبر يوسف مشاعر مختلطة: السعادة للقرب من يوسف الصدّيق، والحزن على اضطرار الدخول هنا في جُنح الظلام كاللصوص، لقد حان الوقت أن تعود إسرائيل إلى أماكنها المقدسة، لقبر يوسف، فعلى حكومة إسرائيل أن تتحلى بالشجاعة وتصدر قرارًا بتطبيق حقها على هذه الأرض"، و أفادت مصادر فلسطينية، اندلاع مواجهات عنيفة بين الشباب الفلسطيني وجنود الاحتلال قبيل هذا الاقتحام الكبير.

ويكرر مرصد الأزهر أن الكيان الصهيوني يمارس التضليل والكذب في سلسلة خطوات تهويدية واضحة، ذلك أن  المزاعم اليهودية حول "قبر يوسف" لا أساس لها من الصحة؛ حيث نفى علماء الآثار الرواية اليهودية، التي تقول: إن عظام النبي "يوسف بن يعقوب" عليهما السلام أُحضرت من مصر ودُفنت في هذا المكان، مؤكدين: إن "عُمْرَ المكان لا يتجاوز بضعة قرون، وأنه مقام لشيخ مسلم اسمه "يوسف الدويكات".

- تأكيدًا على عروبة القدس وإسلاميتها... رئيس البوسنة يزور المسجد الأقصى

في زيارة تُعد دعمًا معنويًا وتأكيدًا على إسلامية وعروبة القدس، وصل "بكير عزت بيجوفيتش"، رئيس جمهورية البوسنة والهرسك إلى رام الله، مساء الأربعاء 29 أغسطس في زيارة رسمية، التقى خلالها بالرئيس الفلسطيني.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك بينهما أشار الرئيس الفلسطيني إلى أهمية استجابة الإدارة الأمريكية لنداءات المجتمع الدولي، ضد القرارات التي تتعلق بالقدس واللاجئين الفلسطينيين، لما لها من تأثيرٍ كبيرٍ على عملية السلام.

 

Image

وعقب لقائه بنظيره الفلسطيني توجه الرئيس البوسني إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة المغرب ، برفقة "عدنان الحسيني"،  عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومحافظ القدس ووزير شئونها، ، و الشيخ "محمد حسين"  مفتي القدس والديار الفلسطينية، والشيخ "عزام الخطيب" مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبًا واستحسانًا من الفلسطينيين، بينما رأى الإسرائيليون أن تلك الزيارة تُلحق ضررًا كبيرًا بالسيادة الإسرائيلية على القدس.

- الإدارة الأمريكية... اقتطاع أكثر من 200 مليون دولار من مساعدات غزة الاقتصادية

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية، قررت اقتطاع أكثر من 200 مليون دولار من حجم المساعدات الاقتصادية للفلسطينيين، في أعقاب مراجعة لتمويل مشاريع متنوعة بالضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة المُحاصر.

و ذكرت وزارة الخارجية في بيانٍ لها: "شَرَعْنا في إجراء مراجعة للدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، للتأكد من استثمار هذه الأموال بما يتفق مع مصالحنا، ومنح قيمة لدافع الضرائب الأمريكي، وبناءً على هذه المراجعة، التي جرت تحت إشراف الرئيس "ترامب"؛ قررنا تحويل أكثر من 200 مليون دولار من ميزانية الدعم الاقتصادي للفسطينيين إلى مشروعات أخرى ذات أولوية أهم في مناطق أخرى"، ولم يحدد البيان المناطق التي ستدفع إليها هذه الأموال المقتطعة.

ولاقى هذا القرار استحسان الكونجرس اليهودي العالمي، الذي بارك هذا الصنيع، قائلًا: "نقدر قرار "ترامب" ودعمه لإسرائيل، في ظل تحريض منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان".

بينما علّق "حسام زُملُط"  السفير الفلسطيني في الولايات المتحدة على هذا القرار بقوله: "إثر قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتقليص المساعدات لمنظمة الأونروا، (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، تأتي هذه الخطوة لتبين التخلي عن حل الدولتين، والتبني الكامل لأجندة "بنيامين نتنياهو" المعادية للسلام.

 

Image

 

ومن المتوقع؛ أن يؤثر هذا الاقتطاع الكبير من حجم المساعدات الاقتصادية، على أنشطة المنظمات الإنسانية والهيئات الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي تعتمد اعتمادًا كليًّا على هذه المساعدات المالية، وذلك بحسب ما ورد في صحيفة "هآرتس العبرية".

جديرٌ بالذكر؛ أنَّ الإدارة الأمريكية اقتطعت، في بداية العام الحالي، ما يقرب من 60 مليون دولار من المساعدات المالية للفلسطينيين. ونتيجةً لذلك؛ أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" حملة غير مسبوقة، لجمع مئات الملايين من الدولارات للفلسطينيين.

- الكيان الصهيوني يقنن أوضاع المستوطنات في الضفة الغربية

يسعى الكيان الصهيوني بكل مؤسساته إلى شرعنة كل المستوطنات، التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ‏وهُجِّر الفلسطينيون منها، وشُرِّدوا وأصبحوا لاجئين فوق أراضيهم، ففي سابقة تاريخية لهذا الكيان، أصدرت محكمة الكيان الصهيوني الجزئية برئاسة القاضي "أرنون درال"، قرارًا  يقضي ببقاء مستوطنة "متسبيه كراميم" التي أقيمت في أواخر التسعينيات على أراضٍ ‏فلسطينية في الضفة الغربية. ‏

و تم إرسال ملف القضية إلى المحكمة الإسرائيلية العليا للنظر في هذا القرار، وإذا لم يكن لها رأي آخر ‏سيدخل القرار حيِّز التنفيذ. ‏

ويُعدُّ هذا القرار سابقة تاريخية لتقنين البؤر الاستيطانية الصغيرة، في جميع أنحاء الضفة الغربية؛ فلم يقبل القاضي موقف الفلسطينيين وموقف الإدارة المدنية، الذي يصف هذا القرار بأنه انتهاك لحقوق ‏الملكية عندما يتعلق الأمر بالأراضي الخاصة.

وشكر المستوطنون المحامي "هاريل أرنون" الذي يمثِّل المستوطنة ويعمل بلا كلل من أجل نجاحهم، كما قدَّموا ‏الشكر لحكومة الكيان الصهيوني وخاصة وزيرة العدل "إيليت شاكيد"، ووزير التعليم "نفتالي بينت"، اللذين ‏قطعا شوطًا طويلًا لتحقيق تلك النتيجة".‏

ورحَّب  "نفتالي بينيت"، وزير التربية والتعليم ورئيس حزب البيت اليهودي، بقرار المحكمة الجزئية في القدس ‏قائلًا: "إنه لقرار حكيم جاء بعد صراعٍ طويل من قبل المستوطنين، لقد سعيتم فوجدتم، إن المرحلة ‏القادمة هي بناء المستوطنة وتسكين عائلات فيها". فالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية - على حد زعمه - هي "أحد الأركان ‏الأساسية للشعب اليهودي في أرضه"، وهي "خطوة أخرى لجعل المستوطنات جزءً لا يتجزأ من إسرائيل". كما ‏رحَّب الكثير من وزراء الكيان الصهيوني وأحزابه بهذا القرار. ‏

وذكرت صحيفة "هآرتس" أنه وفق هذا القرار؛ فإن المستوطنين يحتفظون بالأرض - والتي ليست تابعة لإسرائيل - ‏بشكل قانوني، ولا تستطيع الإدارة المدنية إلغاء الترخيص، ولسكان البؤرة الاستيطانية حقوق على الأرض، ولا ‏يُسمح للفلسطينيين بطردهم.‏

Image

ويؤكد مرصد الأزهر أن مثل هذه القوانين الجائرة، والتي تصدرها حكومة الكيان الصهيوني بوصفها محاولة لشرعنة المستوطنات على أرض فلسطين، لن تغيَّر من الواقع شيئًا، حتى وإن بدت اليوم أنَّ لها قوةً تُذكر؛ فإنَّ حقائق التاريخ ثابتة، وحق الفلسطينيين في أرضهم ظاهرٌ ظهور الشمس في كبد السماء.

 كما يثمّن مرصد الأزهر ثبات الشعب الفلسطيني، ويدعوه لمزيد من التماسك والترابط لمكافحة هذا العدو المغتصب، مبشّرًا بأن الحق - وإن طال الزمان - غالبٌ لا محالة بنصر الله لعباده المؤمنين.  

 

 

قراءة (3398)/تعليقات (0)

12345الأخير