02 أكتوبر, 2018

تقرير القدس.. الأسبوع الثالث من سبتمبر 2018

تقرير القدس.. الأسبوع الثالث من سبتمبر 2018

     انطلاقًا من الدور الريادي للأزهر الشريف ومسئولياته تُجاهَ قضايا العالم الإسلامي بصفة عامة، وقضية القدس بصفة خاصة؛ إذ إنَّها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزبٍ أو عِرْقٍ، بل قضية كل المسلمين، وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم؛ تتابع وحدتَا الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن كَثَبٍ، كافَّة المستجدّات على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكاتِ الصهيونيةَ بحقِّ المقدسات والشعب الفلسطيني.
يتابع التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الثالث من سبتمبر، لعرضها على القارئ الكريم في ملفٍّ شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوِجدان العربي والإسلامي، ومحاولةً لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.


أبرز العناوين:
- أعيرة حية ومطاطية أسفرت عن استشهاد مواطن في الجمعة الـ 26 من مسيرات العودة.
- جامعة الدول العربية: يجب الضغط على إسرائيل لوقف عملية هدم "الخان الأحمر".
- جبل المكبر ومخطط التهويد الصهيوني!
- الآلاف يقتحمون المشهد الإبراهيمي وقبر يوسف عشية "عيد الغفران".
- التشيك أول دولة أوروبية تنقل سفارتها للقدس المحتلة.

.......
أعيرة حية ومطاطية أسفرت عن استشهاد مواطن في الجمعة الـ 26 من مسيرات العودة
تواصل جموع الفلسطينين مسيراتِ العودة في قطاع غزة والضفة الغربية، تحت شعار: "كسر الحصار"، حيث بدءوا في قطاع غزة بالتوافد باتجاه المخيمات المقامة بالقرب من السياج الحدودي؛ للمشاركة في المسيرة السلمية، وقام المتظاهرون بإطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة، فضلًا عن إشعال إطارات السيارات؛ وذلك بهدف حجب الرؤية عن جنود جيش الاحتلال وقناصته الذين يستهدفون بطلقاتهم الأبرياء.
وبدأ جيش الاحتلال الصهيوني بإطلاق النيران والذخيرة الحية والأعيرة المطاطية تُجاهَ المتظاهرين بصورة عشوائية؛ ما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة آخرين، مساء يوم الجمعة الماضي 21/9/2018.
وأعلن جيش الاحتلال عن استدعاء كتائب عسكرية إضافية إلى حدود قطاع غزة؛ تَحَسُّبًا لحدوث تطورات خلال الفعاليات.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية؛ أن وزارة الصحة أعلنت استشهاد كريم محمد كلاب، (25 عامًا)، شرق غزة، وبلغ عدد المصابين 312، بالرصاص والاختناق.
كانت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة" قد دعت الأسبوعَ الماضيَ إلى المشاركة الواسعة في تظاهرات "جمعة كسر الحصار"، وأكدت الهيئة في بيانٍ لها، ضرورةَ "اعتماد إستراتيجية المواجهة الشاملة، التي حددتها قُوى شعبنا في اتفاق القاهرة 2011".
تهدف هذه المسيرات إلى الضغط لتنفيذ حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طُرد منها؛ وذلك تَماشيًا مع حقهم الأصيل في العودة، وتطبيقًا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين.
يُذكر أن عدد ضحايا الاحتلال منذ اندلاع مسيرات العودة بلغ 193 شهيدًا؛ من بينهم: 32 طفلًا، و3 إناث، و3 من المسعفين، وصحفيان، بينما أصيب عشرون ألفًا؛ منهم: حالاتٌ حَرِجَة، ومتوسطة، وخفيفة، إلى جانب اعتداءات قصف أخرى في أرجاءٍ متفرقة من قطاع غزة.


جامعة الدول العربية: يجب الضغط على إسرائيل لوقف عملية هدم "الخان الأحمر"
دعت جامعةُ الدول العربية المجتمعَ الدولي إلى ممارسة الضغط الفوري على إسرائيل؛ لوقف هدم التجمع البدوي "الخان الأحمر".
وفي بيانٍ لها نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، دعت جامعة الدول العربية المجتمعَ الدولي أيضًا إلى الضغط على إسرائيل؛ لوقف عمليات الاستيطان المُمنهَج، الذي يستهدف عزل القدس الشرقية.


جبل المكبر ومخطط التهويد الصهيوني!
لا يتراجع الكِيان الصهيوني لحظةً عن تحقيق مخططاته الخبيثة ومآربه في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتهويدها؛ وفي هذا السياق أفادت القناة الـ 20 الإسرائيلية؛ بمواصلة سلطة الكِيان المحتل تنفيذَ مخططاتها الصهيونية، فبعد أن قررت بناء 75 وحدةً استيطانية لليهود في "بيت حنينا"، في 5/9/2018، قررت إقامة 220 وحدةً استيطانية في قرية "جبل المكبر"، جنوبَ القدس الشرقية.
وأضافت القناة: أن هذه المبادراتِ الصهيونيةَ هي مبادراتٌ من قِبَل اليهود داخل الكِيان الصهيوني وخارجَه، ومن المتوَقَّع أن يتم تنفيذ إقامة هذه الوحدات خلال الأشهر المقبلة؛ حيث إن الخُطَّة أصبحت في مراحلها المتقدمة، ووافقت بلديةُ القدسِ الصهيونيةُ عليها.

Image


كان بشار المصري، رجلُ الأعمال الفلسطيني، قد طلب شراء تلك الأرض التي من المتوَقَّع بناء الوحدات عليها، من شركةٍ أوشكت على الإفلاس منذ 6 سنوات؛ وذلك محاولةً لمنْع الكِيان الصهيوني من تنفيذ مخططاته، بَيْدَ أنه فشل؛ بسبب ضغطٍ من الإسرائيليين؛ حيث قدّم "أرييه كينج"، اليَمينيُّ المتطرف ومؤسِّسُ "صندوق أراضي إسرائيل"، سنداتٍ ماليّةً من داخل الكِيان الصهيوني وخارجه للشركة؛ حتى أصبحت الأرضُ بحَوزة اليهود، وتابعةً لشركة "شميني".   
يُذكر أن حركة "السلام الآن" أكدت في بيانٍ لها؛ أن حركاتِ الاستيطان قد تضاعفت ثلاثَ مرّاتٍ، خلال الرُّبع الثاني  من العام الجاري، مُقارَنةً بالعام الماضي؛ حيث أقيمت 794 وحدةً استيطانية، في مقابل بناء 279 وحدةً استيطانية، خلال الرُّبع الأول من هذا العام.
هذا، وقد أشارت "الحركة" إلى أنه خلال النصف الأول من العام الجاري، شُيِّدت 1073 وحدةً استيطانية، في مقابل بناء 870 وحدةً استيطانية، في النصف الأول من العام الماضي 2017.
وقد علّقت "الحركة" على هذه البيانات قائلةً: "لا تزال حكومة نتنياهو تحاول القضاء على فرص تحقيق عملية السلام؛ فاستمرار بناء المستوطنات يضرُّ بالصالح الإسرائيلي للتوصل إلى حَلّ الدولتين للشعبين".
وفي الحقيقة، فإنه منذ صعود "ترامب" إلى السلطة الأمريكية، تَزايَدَ بصورةٍ كبيرة، التصديقُ على إقامة المشاريع الاستيطانية، والمناقصاتُ لبناء الوحدات الاستيطانية.


الآلاف يقتحمون المشهد الإبراهيمي وقبرَ يوسف عشية "عيد الغفران"
اقتحم 1500 مستوطنٍ يهودي متطرف، فجرَ يوم الاثنين، الموافق 17/9/2018، قبرَ يوسف، في مدينة نابلس، وسط حماية قوات الاحتلال، وأَدَّوْا صلَواتٍ تَلْموديّةً، عَشيّةَ "عيد الغفران".

Image


يُشار إلى أن هذا الاقتحامَ بمناسبة "يوم الغفران"، وذكرى ترْكِ قوّاتِ الاحتلال الجنديَّ الدُّرزيّ، "مدحت يوسف"، الذي كان يخدم في جيش الاحتلال، منذ 18 عامًا، والذي كان قد أصيب بالرصاص، في الأول من أكتوبر 2000م، خلال مواجهاتٍ عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتمركزة في قبر يوسف، ثم تركته قوات الاحتلال ينزف خَمسَ ساعاتٍ؛ حتى لَفَظَ أنفاسَه الأخيرة، دون محاولة إنقاذه.
هذا، وقد أفادت مصادرُ فلسطينيةٌ؛ إصابةَ ثمانية مواطنين، خلال تَصَدّيهم لاقتحامات المتطرفين اليهود لقبر يوسف.
وقد ذكرت "القناة السابعة" العبرية؛ أن 15 ألف مُستوطِنٍ يهودي، اقتحموا المسجدَ الإبراهيمي، في مدينة الخليل، عَشيّةَ "عيد الغفران"، وهو اليومُ المُتَمِّم لأيام التوبة العشرة في الشريعة اليهودية؛ الذي يُسمح فيه لليهود باقتحام المسجد الإبراهيمي بكامله، ويُغلق في وجه المسلمين.

Image


وقد ذكر الناطق بلسان قوات الاحتلال؛ أن القواتِ الصهيونيةَ وفَّرت الحمايةَ المناسبة للحافلات، التي أَقَلّتْ هؤلاء المستوطنين، سواء إلى قبر يوسف أو إلى المسجد الإبراهيمي، مضيفًا: أن هناك زيادةً كبيرة ملموسة، هذا العامَ، وارتفاعًا لوَتيرة المُقتحِمين للمسجد الإبراهيمي، مُقارَنةً بالعام الماضي.

التشيك أول دولة أوروبية تنقل سفارتها للقدس المحتلة
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية؛ أنه على الرغم من تصريح رئيس الوزراء التشيكي، "أندريه بابيش"، في أبريل الماضي، بعدم نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة؛ فإن الرئيس التشيكي، "ميلوش زيمان"، يدرس نقل السفارة التشيكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، في خطوةٍ مثيرة للجدل، خاصّةً بعد قرار رئيس دولة باراجواي الحكيم؛ بنقل سفارة بلاده من مدينة القدس وإعادتها إلى تل أبيب؛ للإسهام في تحقيق سلامٍ عادلٍ بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ وبذلك ستُصبِح التشيك، حالَ نقْلِ سفارتها، أوّلَ دولةٍ أوروبية، تَنساق وراءَ الولايات المتحدة وجواتيمالا وهندوراس، في نقْل سفاراتهم إلى القدس المحتلة.

Image

هذا، وقد صرّح الرئيس التشيكي؛ بأن افتتاح "المركز الثقافي التشيكي"، في مدينة القدس، خلال شهر نوفمبر القادم، سيكون أوّلَ خطوةٍ في نقل السفارة إلى المدينة.
ومن جانبه، بعث رئيس وزراء الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، رسالةً إلى الرئيس التشيكي، قائلًا: "نأمُل أن نفتتح سويًّا السفارةَ الجديدة في القدس، نهايةَ العام الجاري".
ويؤكّد "مرصد الأزهر"، أن هذه المُمارَساتِ، التي تَنتهِجها سلطة الاحتلال في التعامل مع المسجد الأقصى والفلسطينيين، لن تَطمِسَ الحقيقةَ الواضحة؛ وهي كونهم مُحتلّين مُغتصِبين، كما يؤكّد أن نقْل أيِّ سفارةٍ إلى القدس، لن يُعطيَ أيَّ شرعيّةٍ لوُجود الكِيان الصهيونيّ، على هذه البِقاع الطاهرة.

 

قراءة (3912)/تعليقات (0)