25 أكتوبر, 2018

المشاركون فى اليوم الثانى لندوة الأزهر: الأديان السماوية رفضت القومية الشعبوية المتعصبة بين الشعوب

المشاركون فى اليوم الثانى لندوة الأزهر: الأديان السماوية رفضت القومية الشعبوية المتعصبة بين الشعوب

أكد المشاركون فى فعاليات اليوم الثانى للندوة الدولية بالأزهر الشريف « الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل»، بعنوان «القومية والشعبية ومكانة الدين» وقد ترأس اللجنة السيد إيف ليتريم رئيس الوزراء البلجيكى السابق، وبإلقاء كلمات لكل من السيد دجومارت أوتورباييف رئيس وزراء الجمهورية القرغيزية، والشيخ على الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين بلبنان، والسيد طاهر مصرى رئيس زراء المملكة الأردنية الأسبق، والبروفيسير أكمل الدين أوغلو الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامى.

وقد ألقى السيد إيف برايم كلمة افتتح بها الجلسة الأول تحدث خلالها حول أهمية تلك الندوة التى يقيمها الأزهر الشريف، من أجل حوار بين الإسلام والغرب، مؤكدا على أنها ضرورية، وتدعو إلى التقارب بشكل أقرب، لأن الأزهر الشريف ومن خلال حضورى لمؤتمرات عديدة مشاركا فيها، يدعو إلى تقارب حقيقى بين الأديان والحضارات، والحقيقة مكن القول بأن هذه الندوة الدولية سوف تساهم كثيرا بوجود القادة الدينيين والمفكرين والسياسيين، فى رسم خريطة حوار جديدة بين الشرق والغرب، مؤكدا على أن هناك رغبة حقيقية بين الجانبين فى الوصول إلى  رؤى وصيغ حقيقية للحوار البناء فيما بينهما، وليس مجرد خطب ومؤتمرات وندوات تعقد، لذا يجب على المشاركين أن يحددوا رؤى جديدة يمكن من خلالها قيام حوار بناء بين الإسلام والغرب لتعريف الغرب بحقيقة الإسلام وأنه دين بعيد كل البعد عن التعصب والإرهاب.

فيما ألقى السيد دوجومارت أوتوباريف رئيس وزراء الجمهورية القرغيزية، كلمة له، تحدث خلالها عن أهمية تلك الندوة، مؤكدا أن هذا الحدث ضرورى ومهم لأجيال مقبلة، فيما بين الإسلام والغرب، طارحا سؤالا حول ما الذى يجب علينا فعله من أجل حوار بين الأديان والحضارات لها تأثير بين العالم، وقبل الحديث عن ما الذى علينا فعله، لا بد من أن نتحدث عن القيادة، فهى التى تصنع حواراً بناء بين الحضارة التى يقودها والحضارات الأخرى.

وأوضح أوتوباريف، بأنه الوجود العربى والإسلامى فى شرق آسيا كان له دور كبير فى الحوار بين الإسلام ودول شرق آسيا، وكلنا يعرف كيف انتشر الإسلام هناك فى مختلف دول شرق آسيا وشمالها، مؤكدا أنه يأمل أن تعود مثل تلك التيارات العربية والإسلامية كسابق عهدها، طارحا سؤالا لماذا ونحن أمة المليار، لماذا لاتكون جامعتنا من أوائل الجامعات فى العالم من حيث التقدم، بل ولماذا لانجد مسلمين متقدمين فى المجالات التقدمية التى تحدث نقلة تقدمية، فلماذا لانجد آلية لهذا الأمر، فنحن للأسف الشديد لانعد جزءاً من المنظومة المتقدمة لأننا ليس لدينا تقدم علمى يواكب الحضارة المتقدمة، فى المقابل نجد إسرائيل متقدمة فى مختلف المجالات، كما نجد أن اليهود هم المتحكمون فى الاقتصاد العالمى، والسؤال لماذا يحدث هذا السيناريو، وأجيب عن ذلك بأنه لاتوجد لدينا آلية لمواجهة التحديات التى تعترض المجتمعات والدول الإسلامية.

أما الشيخ على الأمين فقد تحدث حول وجود قومية عربية متعصبة اضرت بالعروبة وجعلت من القوميات الأخرى تنظر إليها نظرة مختلفة، مؤكدا على أن الأديان السماوية رفضت القومية الشعبوية المتعصبة التى توجب الضيق فى العلاقات بين الشعوب، ولذلك تم طرح صيغة للبعد عن هذا الشكل عملا بقول الله تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»، فهذا هو المعنى الرحب الذى يخرج بنا من ضيق التعصب والعصبية للقومية، إلى رحاب التعارف والتلاقى، لآن النبى عليه الصلاة والسلام يرى أن العصبية لاتليق بالمسلمين، وقد وصف الإمام على بن أبى طالب العصبية فقال عندما سئل عنها فَقَالَ «الْعَصَبِيَّةُ الَّتِى يَأْثَمُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا، أَنْ يَرَى الرَّجُلُ شِرَارَ قَوْمِهِ خَيْراً مِنْ خِيَارِ قَوْمٍ آخَرِينَ، وَ لَيْسَ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبُّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ، وَ لَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ».

أما السيد طاهر مصرى رئيس وزراء الأردن الأسبق، فقد ألقى كلمة له أكد خلالها على أن تلك الندوة مهمة جدا، مقدما الشكر لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف لدعوته لعقد تلك الندوة المهمة، مبينا أنه يجب علينا كقادة دنيين وسياسيين ومفكرين فى الندوة أن نحدد ما المطلوب من كل طرف، وليس ماعلينا القيام به، فلابد أن نحدد علاقة الدين بالدولة، حيث إن هناك أصبح مصطلح الإسلام السياسى وقد تولى حكم عدد من الدول وللاسف لم يتمكن من الإصلاح وأدى لانهيارها، ولذلك يجب علينا أن نحدد علاقة الدين بالدولة من جديد بعد ظهور تلك الأنظمة، موضحاً أننا بحاجة إلى إصلاحات علمية واقتصادية واجتماعية وثقافية، فيجب أن نعمل على وجود شبكة إصلاحات متعددة فى مختلف المجالات لمختلف الدول العربية والإسلامية.

قراءة (4185)/تعليقات (0)