03 أغسطس, 2022

أوائل الثانوية الأزهرية بفلسطين: الحصار الإسرائيلى أرهقنا.. ولكن عزيمتنا كانت الأقوى

أوائل الثانوية الأزهرية بفلسطين: الحصار الإسرائيلى أرهقنا.. ولكن عزيمتنا كانت الأقوى

الأولى "علمى": سعادتى بالتفوق "لا تُوصف".. والتعليم الأزهرى "كنزٌ من كنوز الدنيا"

الأول "أدبى": مناهج الأزهر تصنع طالباً يجمع بين الأصالة الفكرية ومواكبة متطلبات العصر

د. على النجار عميد المعاهد الأزهرية بفلسطين:

100 منحة "أزهرية" للمتفوقين للدراسة بمصر.. وإعفاء الناجحين من الرسوم الدراسية بغزة

عبَّر أوائل الثانوية الأزهرية بفلسطين عن فرحتهم وفخرهم بتفوقهم هذا العام، رغم ما مرَّوا به من وضع اقتصادىٍّ سيئ بغزة، وانقطاعٍ للكهرباء، والحصار الإسرائيلى، الذى أثر سلباً على نفسيتهم، مشيرين إلى أن تفوقهم كرمٌ من الله، الذى أمرهم بالأخذ بالأسباب والتوكُّل عليه وأن عليه النتائج، موجّهين الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لِما له من دور فى قوة المعاهد الأزهرية فى فلسطين وغيرها، واهتمامه بالمعاهد الأزهرية بفلسطين كاهتمامه بالمعاهد بمصر، ولدعمه المتواصل وتوجيهاته ومتابعته المستمرة للرقى والنهوض بالمستوى التعليمى بها، كما وجَّهوا الشكر للدكتور على رشيد النجار، عميد المعاهد الأزهرية بفلسطين، لجهوده فى تطوير وتحسين المعاهد، وتوفير كل ما يلزم الطلاب.

 

من جهته قدَّم الدكتور على رشيد النجار، عميد المعاهد الأزهرية بفلسطين، فى بداية حديثه لـ"صوت الأزهر"، التحية للشعب المصرى "رئيساً وحكومةً وشعباً وجيشاً وأزهراً"، موجِّهاً الشكر الجزيل لمشيخة الأزهر الشريف ممثلةً فى إمامها الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، ووكيله الدكتور محمد الضوينى، والدكتور سلامة داود رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والشيخ أحمد عبد العظيم، رئيس الإدارة المركزية للامتحانات، على هذا الجهد المبذول لإعلان النتائج الختامية والارتقاء بالمعاهد الأزهرية بفلسطين.

وأوضح أنه تقدَّم للامتحان بالشعبتين "العلمى والأدبى" 361 طالباً وطالبة، موزعين على 31 لجنة، وأن نسب النجاح بالثانوية الأزهرية بفلسطين بلغت بالقسم الأدبى 81,36%، أما القسم العلمى فنسبة النجاح 85,25%، ونسبة النجاح العامة فى الشعبتين العلمى والأدبى 83,03%.

وأعلن "النجار" عن اتفاقية بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمود الهباش، قاضى قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشئون الدينية، لإعطاء منحة مقدَّمة لـ100 طالب من المتفوقين على أن تكون الأولوية للأوائل، دون تمييز لمن يُريد التعلُّم بمصر، فعليهم بتقديم طلب بمعهد فلسطين الدينى بغزة، للحصول على المنحة، مشيراً إلى أنه سيتم قبول 100 طالب (أدبى وعلمى) سنوياً من معهد فلسطين الدينى بغزة، للدراسة بجامعة الأزهر فى مصر، من باب التشجيع لطلاب المعهد الدينى، كما تقدّم منحة كاملة بدون رسوم دراسية للعدد المتبقى من الطلاب الناجحين، للدراسة بكلٍّ من جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية بغزة.

 

القسم العلمى

 

وتحدَّث الطلاب أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية بفلسطين إلى "صوت الأزهر"، معبِّرين عن سعادتهم بالتفوق رغم الظروف القاسية، ومقدمين الشكر لمصر والأزهر.. حيث عبَّرت الطالبة أسيل رائد جمعة بدران، الحاصلة على المركز الأول بالفرع العلمى على المعاهد الثانوية الأزهرية فى فلسطين، بمجموع 618، وبمعدل 95,08%، عن سعادتها التى "لا توصف" بنجاحها، قائلةً: "رغم التعب طوال السنة والأرق إلا أنه عندما علمت بنتيجتى نسيت كل التعب، هذه اللحظة انتظرتها بفارغ الصبر وكان فضل الله علىَّ كثيراً أنها تحقَّقت، ففرحة النجاح شعورٌ عظيم جداً أحس بالفخر أننى رفعت رأس عائلتى وأبى وأمى، وكانت الأجواء بكاءً وفرحاً، وأقرّ الله عينى وعينى والدىَّ اللذين كانا أول الداعمين لى من بداية العام لحظة بلحظة، ولم يدخّرا جهداً إلا وبذلاه فى تحقيق هذا الهدف الذى أطمح إليه، رغم الظروف التى نمر بها فى فلسطين وفى قطاع غزة بالتحديد من حصار ووضع سياسى غير مستقر بسبب الاحتلال الإسرائيلى، والوضع الاقتصادى المتأزم، وانقطاع التيار الكهربى المستمر والمتكرر كان يُشكل علىَّ عبئاً فى دراستى، ولكنهما كانا حريصين كل الحرص أن يجنبانى أى شىء يمكن أن يُؤثر سلباً على نفسيتى ومعنوياتى"، مضيفةً أنها واجهت صعوبةً ببعض المواد ولكن تغلّبت على ذلك بفضل الله وتوفيقه، وعن مذاكرتها قالت: اعتمدت طريقة مذاكرتى على تجنب الروتين الذى يؤدى إلى الملل وعدم الإنجاز وهدر الوقت بلا جدوى، فطول الوقت فى الدراسة وعدد ساعات الدراسة الكثيرة بلا تركيز قد تؤدى إلى عدم ثبات المعلومة، لذا كنت أفضّل الدراسة أولاً بأول من بداية العام الدراسى، ودراسة الدرس فى المعهد ومراجعته فى البيت وأكتفى بذلك، إلى أن وصلت إلى بداية الفصل الثانى من العام الدراسى، فحينها دقت ساعة العمل الحقيقية، وبدأت بإنجاز المواد كلّ على حدة.. فهذه الاستراتيجية قد تجنّب الطالب استنزاف الجهد طول العام الذى يؤدى إلى الفتور والملل قبل نهاية العام، ولكن كان على العكس، حيث وصلت إلى نهاية العام بكل حيوية ونشاط وكنت مقبلةً على الدراسة بشغف، وهذه الاستراتيجية نظمتها بمساعدة والدى الذى كان دوماً بجانبى، والتى ساعدتنى على الحصول على المركز الأول على المعاهد الأزهرية فى فلسطين بفضل الله وكرمه.

أما عن رأيها فى التعليم الأزهرى فتقول: التعليم الأزهرى يتميز بأنه يعلم المرء أمور دينه ومعاملات الحياة، وبالنسبة لى شخصياً فإنى أعتبره كنزا من كنوز الدنيا التى اكتسبتها من خلال المعهد الأزهرى كحفظ القرآن، والتفقّه فى الأمور الدينية ومعرفة التفاصيل التى لم يُعلم عنها إلا القليل من خلال دراستى فى المعهد الأزهرى الدينى، أما عن المواد العلمية فلا شك أنها كانت واسعة ومتنوعة، وأنا لا أخفيكم سراً أنها تحتاج إلى بذل جهد مضاعف لكى يستطيع الطالب احتواء المنهج بكامله، ومن هنا أستطيع أن أقول عن التعليم الأزهرى إنه يُعدُّ من أفضل المؤسسات العلمية التى قد يلتحق بها الطالب، ويتخرَّج بالكم والكيف من العلم الذى يحصل عليه، وإننى فخورة جداً بأننى التحقت بالتعليم الأزهرى وأنصح الطلبة فى بلدنا بأن يلتحقوا به.

وأشارت إلى أنها تطمح للالتحاق بكلية الطب البشرى بجامعة الأزهر بمصر، وأن تكمل تعليمها الجامعى البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه.

 

فرحة.. ودموع

 

وقالت الطالبة رواء أسعد سعدى صيام، الحاصلة على المركز الثانى على المعاهد الأزهرية بفلسطين، بمعدل 94,77 % ومجموع درجات 616، والتى درست فى معهد غزة الدينى طالبات: تعجز حروف اللغة عن وصف شعور النجاح، كانت لحظة مزيج ما بين فرحة كبيرة جداً ودموع واطمئنان أيضاً، ففرحة النجاح لا تُضاهيها فرحة، رغم أن هذه السنة من أصعب السنوات الدراسية التى مرت بى، حيث كانت المشكلة تكمن فى الضغط النفسى الذى تتميز به هذه السنة عن غيرها من حيث كونها سنة فيصلية فى حياة أى طالب، لكن هذا الضغط النفسى والخوف والتوتر يزول تماماً عندما يدرك الشخص أن أموره بيد الله، عز وجل، فيتوكل على الله ويسعى نحو هدفه واثقاً أن نهاية سعيه جبرٌ بإذن الله، مضيفة أن أسرتها هى أكبر داعم لها فى حياتها فقد قاموا بتوفير أجواء مناسبة وهادئة للدراسة، قائلة: "والدتى حفظها الله وأطال فى عمرها مهما أقول فإننى لا أوفيها ولو جزءاً بسيطاً من حقها، فقد كانت دائماً معى فى كل لحظة، وكانت تسهر معى وتدعمنى وتطمئننى فى لحظات الخوف واليأس التى مرت بى، كما أن والدى حفظه الله وأطال لنا فى عمره أحاطنى بدعواته المستمرة ودعمه واطمئنانه المستمر عن دراستى واختباراتى، وكذلك أخواتى وأخى كان لهم فضل كبير فى توفير جو مناسب وكانوا دائماً يشجعوننى ويدعموننى".

وأضافت أن سر التفوق يكمن فى حسن إدارة الوقت عن طريق اختيار الوقت المناسب لدراسة المادة المناسبة، لم أكن أشعر لكننى كنت أستيقظ باكراً، حيث فى بعض الأوقات كنت أصحو الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً، وقد كنت أُخصص هذا الوقت للمواد العلمية حيث يكون الذهن صافياً ويسود الهدوء والسكون فى الأجواء، ولم آخذ دروساً خصوصية عدا فى مادة الرياضيات، أما باقى المواد العلمية فقد كنت بالإضافة لشرح أساتذتى ومعلماتى فى المعهد أتابع أساتذة على اليوتيوب لفهم المواد وتبسيطها.. فالمواد الأزهرية كثيرة ولكن على الرغم من ذلك فإن لها تأثيراً كبيراً على الدارس، حيث إن المواد الدينية تكسبنا معلومات قيّمة لا يمكن أن نتوصل إليها عن طريق التعليم الحكومى، كما أن المواد الأدبية تقوى اللغة العربية لدى الدارس، فالتعليم الأزهرى يقوى مدارك الشخص من خلال طرحه ومناقشته لأفكار وموضوعات دينية وعلمية مهمة للغاية.. وأشارت إلى أنها تطمح منذ الطفولة للالتحاق بكلية الطب، قائلة: أرجو من الله أن يستخدمنى فى تخفيف آلام عباده.

 

الظروف المناسبة

 

وقال كريم محمد عونى أبو زيد، الحاصل على المركز الثالث، بمعدل ٩٤.٦% فى المعهد الأزهرى بغزة الفرع العلمى: "كان شعوراً رائعاً عندما علمت بحصولى على المركز الثالث.. الحمد لله الذى رزقنى بأسرة داعمة لى فى وقت الشدائد ووقفت إلى جانبى ووفرت الظروف المناسبة لجو الدراسة، فلقد واجهت العديد من الصعوبات خلال هذا العام الدراسى، حيث المنهج الكبير الذى يحتاج لوقت طويل للدراسة، وعدم توفر المذكرات والملازم التى تُسهل دراسة وحفظ المنهج، كما اعتمدت على عدم تراكم الدروس وإعطاء كل مادة حقها فى الدراسة مع عدم إهمال أى مادة، فالتعليم الأزهرى هو الأفضل ويجعل الطالب الأزهرى لديه القدرة على استيعاب الدراسة الجامعية"، مشيراً إلى أنه يود الالتحاق بكلية الطب جامعة الأزهر فى مصر.

 

وقال الطالب حمزة جميل نصر الله، الحاصل على المركز الرابع بمجموع عام 605، وبمعدل 93.08%، والذى درس فى المعهد الأزهرى شمال قطاع غزة: عندما علمت بحصولى على المركز الرابع كدت أطير فرحاً.. وأحمد الله، عز وجل، أن مكّننى من أن أُدخل الفرح إلى قلب أمى وعائلتى، كانت أمى تُمثل الداعم الأساس والأكبر لى خلال فترة دراستى بالثانوية الأزهرية، تضع الأهداف نصب عينى كى لا أحيد عن الطريق، وكان إخوتى يخففون أحزانى إذا حزنت ويفرحون لفرحى، بارك الله فيهم".

وأضاف: من الصعوبات التى واجهتها محاولة احتواء المنهج، لأنه واسع وكبير للغاية، مقارنةً بالمدارس الحكومية العامة، وأيضاً انقطاع التيار الكهربائى لدينا فى القطاع المحاصر وغيرها من الصعاب التى بفضل الله تمكّنت من التغلّب عليها، واحتواء المواد الدراسية بأفضل الطرق بالكتابة والتلخيص للحفظ والتثبيت، أيضاً أن تقرن الدراسة بالطاعة كأن تقرأ وِرداً من القرآن أو أن تقرأ أذكار الصباح والمساء أو أن تصلى قيام الليل والوتر وغيرها، وعدم السهر كثيراً تجنباً لإجهاد النفس، والبدء فى المذاكرة بعد الفجر لاستقبال واستيعاب أى معلومة بشكل أفضل.

وتابع قائلاً: الحمد لله تمكنت من تحقيق جزء من طموحاتى، وهو أن أتفوق فى المعهد، وهذا بفضل الله أولاً وأخيراً، ثم برضا أمى وأبى عنى، وأودُّ بعون الله أن ألتحق بكلية الطب فى جامعة الأزهر العريقة المتألقة ذات العلوم المشرقة والدين المعتدل السليم، أسأل الله أن يوفقنى لذلك.

 

أجمل لحظة

 

وقال الطالب عدى رامى الحرازين، الحاصل على المركز الخامس بمجموع 603، وبمعدل 92,77%، والذى درس فى معهد غرة الدينى فى قطاع غزة: لقد كانت أجمل لحظة فى حياتى حين ذكر اسمى فى مؤتمر الإعلان عن الأوائل على مستوى المعاهد الأزهرية فى مصر وفلسطين، لقد لعبت أمى الدور الأساس فى حصولى على المرتبة التى أنا عليها الآن، كما كان أبى داعماً لى، لقد واجهت بعض الصعوبات فى بعض المواد لكن بفضل الله تم تدارك الأمر، فقد كانت دراستى منتظمة، حيث كنت أقوم بدراسة كل ما يتم أخذه فى اليوم الدراسى الواحد، كما كنت أقوم بمراجعة ما يتم أخذه فى الأسبوع فى عطلة نهاية الأسبوع، وأحمد الله كل يوم أنى قد التحقت بالمعاهد الأزهرية فى غزة، لقد كانت المواد الأزهرية رغم كثرتها إلا أنها سهلة على المثقف فى أمور الدين واللغة، كما أنها سهلة على حفظة كتاب الله، مشيراً إلى أنه يطمح إلى الالتحاق بكلية الطب البشرى جامعة الأزهر فى مصر.

 

القسم الأدبى

 

وعبَّر طلبة القسم الأدبى عن فرحتهم بالتفوق، مقدمين الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على دعمه المستمر لهم واهتمامه بالمعاهد الأزهرية فى فلسطين.. حيث قال الطالب محمد بدر الدين الفيومى، الحاصل على المركز الأول على المعاهد الأزهرية فى فلسطين فى الفرع الأدبى، بمجموع 566 بمعدل ٩٥.٩٣% من معهد فلسطين الأزهرى بغزة: مذ سمعت خبر حصولى على هذه المرتبة المشرّفة غمرتنى فرحةٌ عارمة ولم تلبث دموع الفرح أن تتساقط وأصوات التهانى ونبرات الفرح أن تتعالى، وأنا أتقلب بين أحضان أهلى وأحبابى ووالدىَّ اللذين لم يألوا جهداً ولم يتوانيا فى يومٍ عن أمرٍ فيه مصلحتى ومنفعتى وكانا بمثابة الركن الشديد والناصح الرشيد الذى أستمد منه طاقتى وحافزى وأعرف منه وجهتى، كل السطور لا توفيهما ولا تكفيهما فبهما واجهت الصعوبات وتخطيت العثرات، وإن سُئلت عن العثرات التى يواجهها الطالب الغزى فما أكثرها كنت أريد عدها واحدةً تلو الأخرى فلفتت بالى واحدة وجدتها أم المصاعب وكبرى العثرات هى ذاك المحتل الغاشم الذى يحاصر هذا البلد ويكبت على أهله أنفاسهم ويضيق عليهم أرزاقهم ولا يتوانى فى فترةٍ والأخرى أن ينزل بيوت أهلها على رؤوسهم وأن يفجعهم بأحبابهم فقد أرهقنا هذا الحصار الظالم.. ولكن عزيمتنا كانت أقوى منه.

 

أما عن طريقة المذاكرة وأسلوب الدراسة فيقول إنه يتمثّل فى مرحلتين اثنتين، فطوال العام كنت أفعل ما يفعله كل مجتهد حريص من تحضيرٍ للدرس قبل أن يشرحه المعلم وانتباهٍ وإصغاءٍ للمعلم فى قاعات الدرس، ومراجعة مستمرة لكل ما ندرسه أما عن المرحلة الثانية وهى المتمثلة فى فترة ما قبل الامتحانات بشهرين أو أكثر فكنت أحرص على أن أختم المنهج عدة مرات تدارساً وحفظاً وفهماً متبعًا ما يُسمى بتقنية (بومودورو Pomodoro) لإدارة الوقت وتنظيم العمل، وحرصت قبل دخول قاعة الاختبارات أن أطلع على نماذج سابقة من اختبارات المنهج الأزهرية، هذه المناهج التى لا يسعنى إلا أن أشكر كل من أسهم فى وضعها، فهى تصنع طالباً يجمع فى علمه وتفكيره بين الأصالة الفكرية، بمدارسته لكتب التراث التى ألفها العلماء الأعلام وبين الحداثة ومواكبة متطلبات العصر بدراسة العلوم الطبيعية والفيزيائية وغيرها، وكم كنت سعيداً كمحبٍ للغة العربية بدراستى لعلوم اللغة من منابعها الصافية ومواردها النقية فى المعاهد الأزهرية، ومازلت راغباً أن أكمل فى هذا التخصص "اللغة العربية" طامحاً أن أكون من أهل هذه اللغة التى هى مفتاح كنوز القرآن الكريم.

 

ظروف صعبة

 

وقال محمد رمضان حسن اسدودى، الحاصل على المركز الثالث بمجموع 544 بمعدل ٩٢.٢% من معهد غزة الدينى: كانت لحظة إعلان اسمى من الأوائل، ومكالمة الدكتور على رشيد النجار، عميد المعاهد الأزهرية فى فلسطين، ليبارك لى، من أجمل لحظات حياتى، وكانت لحظة تستحق العناء وكل الصعوبات التى مررت بها، فقد كانت اللحظة التى لطالما حلمت بها، ولم أكن لأحصل على ما أنا عليه دون دعم أمى وأبى وإخوتى الذين كانوا دوماً معى وسهروا الليالى لأجلى وشجعونى على التقدم فى الأوقات العصيبة التى كنت أمر بها، وكانوا خير عون لى، حيث مررنا جميعاً بظروف صعبة من انقطاع التيار الكهربائى الذى جعلنا ندرس عدد ساعات أقل، وحالة التوتر التى شهدتها البلاد خاصة فى شهر رمضان من تصعيد عسكرى وما شابه واستطعنا بفضل الله التغلب عليها والوصول إلى ما حلمنا به.

وتابع: أما عن طريقة دراستى، فقد حاولت عدم تراكم دروسى، وأنا أرى أنه من الضرورى أن يحصل الطالب على مساعدة من أشخاص ذوى خبرة بالثانوية الأزهرية، فقد حصلت على المساعدة من أوائل الثانوية الأزهرية من السنوات الماضية على رأسهم المحامية شهد طافش، وقد كان أكبر حافز لى على دخول المعهد الأزهرى هو المنهج الأزهرى المميز بالثقافة الدينية والعربية الذى يعطى الطالب عقلية موسوعية وثقافة بشتى العلوم، فمنذ التحاقى بالمعهد الأزهرى وكان حلمى استكمال دراستى الجامعية فى كلية الألسن بجمهورية مصر العربية.

 

لكل مجتهد نصيب

 

وقالت الطالبة ليلى نائل محمد أبو جاسر، الحاصلة على المركز الرابع على مستوى القطاع، بمجموع 542 بمعدل 91,86%، والتى درست بمعهد الأزهر الدينى فرع الشمال: فرحة النجاح لا تماثلها أى فرحة، وأنا أحمد الله حمداً كثيراً على هذا النجاح الباهر الذى حققته، فتعبى لم يذهب سدىً، فكان والداى وإخوتى خير داعم لى، فلهم جزيل الشكر والعرفان لما قدموه، فلقد نجحوا فى توفير الأجواء المناسبة للدراسة والدعم النفسى ولولاهم لما حققت هذا النجاح ووصلت لهذه المرحلة.

وأضافت: لا نجاح دون صعوبات ولكل مجتهد نصيب.. ولكن استطعت أن أتكيف مع هذه الصعوبات بمساعدة الأهل ونخبة من أساتذتى المميزين، ففى البداية كنت أعمل على تنظيم وقتى، ومتابعة الدروس أولاً بأول، بالإضافة إلى الإنصات الجيد لشرح المدرسين، فالمنهج الأزهرى منهج فى قمة الروعة، وعلى الرغم من كثرة مواده إلا أن دراسته كانت سهلة وشيّقة، فالتعليم الأزهرى تعليم هادف وبنّاء، يفيد الشخص بكثرة فى الحياة العملية بما فيه من تنوع من المواد الدينية واللغوية، مشيرة إلى أنها تطمح الالتحاق بكلية الشريعة والقانون أو تخصص اقتصاد وعلوم سياسية.

 

هدير عبده

قراءة (7399)/تعليقات (0)

كلمات دالة: