ندد أساتذة الإعلام بجامعة الأزهر بوسائل الإعلام التي خلفت أجيالا تعتنق الأفكار والمذاهب المتطرفة، وساهمت في خلق قناعات فكرية لدى فئة من الشباب ولدت له القتل والانتحار تحت مسميات وشعارات مزيفة باسم الدفاع عن الإسلام، وطالبت دراساتهم العلمية التي قدمت لرابطة الجامعات الإسلامية بضرورة إعادة النظر فى الخطاب الإعلامى العربى بشأن قضايا الإرهاب والاهتمام بتدريب القائمين بالاتصال وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية وإصدار التشريعات اللازمة لضبط الممارسات في وسائل الإعلام.
في البداية، قال الدكتور جمال النجار رئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر فى بحثه عن "الإرهاب تشخيص الواقع والمواجهة" إن ظاهرة الإرهاب لم تأت من فراغ ولم تظهر فجأة إنما جاءت عن طريق تعبئة العقول وحشد طاقات الشباب وتزييف الوعى والأفكار والعبث ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتطويعها لأفكار هدامة منذ زمن بعيد وفى غفلة من الدول وضعف لمؤسساتها العلمية والفكرية والتعليمية، مشيراً إلى أن الإرهاب يأتي نتيجة التطرف والأفكار الداعمة للعنف، مرجعاً الحوار وتغيير المفاهييم ه إلا بالفكر القوى المستنير ، مشدداً على ضرورة الحوار وتغيير المفاهيم وتحصين الشباب من التضليل الفكرى ناجمة عن تأويل بعض الآيات والأحاديث بصورة مغلوطة وتطويعها بما يتناسب مع الفكر الإرهابي والمذاهب الباطلة، إضافة إلى الترويج للفكر التكفيرى وتكفير الحكام والأمراء، وتزييف مفاهيم كثيرة في الفقه الإسلامي كالجهاد ومشروعية القتال فى سبيل الله، وغياب التربية الإسلامية فى المدارس والجامعات واعتبار مادة الدين مادة غير أساسية، ما ترتب على ذلك فراغ فكري فى عقول الشباب حاولت الجماعات المتطرفة استغلاله لصالح أهدافها الوهمية.
القيم الإسلامية
وندد النجار بتشويه صورة الدعاة والوعاظ من علماء الأزهر والأوقاف لصرف الناس عن دعوتهم، وفقد مصداقيتهم والهجوم على مؤسسة الأزهر واتهامها بالعمالة، لاستغلال الفضائيات ووسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعى فى تجنيد الشباب وتكوين الخلايا الإرهابية، مطالباً بمعالجة الأسباب بالفكر الأقوى من خلال التربية الإسلامية الجادة، مع التركيز على التنشئة الاجتماعية وغرس القيم والعادات والتقاليد الإسلامية المنبثقة من صحيح الدين وتفعيل دور الأزهر بكل مؤسساته والاهتمام بالمسجد ودوره فى بناء الشخصية وإصلاح مناهج التعليم فى كافة المؤسسات التعليمية واستثمار قدرات وسائل الإعلام التقليدية والحديثة فى محاربة التيارات الفكرية والجماعات الإرهابية، وتجديد الخطاب الدينى وبيان فكر الأئمة المجددين وتنقية التراث الإسلامى ما تسرب إليه من أحاديث ضعيفة أو فتاوى خاطئة وتقديم اجتهادات تتوافق مع مستجدات العصر والاهتمام بالشباب في كل الدول الإسلامية والتعرف على حاجاته وقضاياه والعمل على تلبيتها فى ضوء الكتاب والسنة.
توظيف التراث
وأشاد الدكتور عبدالصبور فاضل عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر في بحثه عن دور المؤسسات الدينية في مواجهة الإرهاب بالدور الفاعل للأزهر عبر إحياء أروقة الجامع الأزهر بأسلوب عصرى يقوم على توظيف التراث واللغات والأجنبية والاعلام والاتصال والتنمية البشرية وتكنولوجيا الحاسب الآلى ومعالم المنهج الأزهرى لإعداد دعاة مؤهلين للخطاب الدينى داخليا وخارجيا بجانب المراصد والمواقع الالكترونية وقوافل الدعوات والندوات والمحاضرات ، وإعداد مناهج جديدة لكافة المراحل التعليمية تضمن تكوين جيل قادر على حمل رسالة الأزهر نقية صافية إلى العالم كله، والاهتمام الأكاديمي بالتصدى للإرهاب فى المرحلة الجامعية والدراسات العليا، مشيراً إلى أن مصطلح الإرهاب ظهر بشكل مكثف بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2011 وارتفعت وتيرته في المنطقة العربية والعالم الإسلامى بسبب تمدد ظاهرة الغلو والفكر التكفيرى والفتاوى المضللة وإساءة استخدام مفهوم الجهاد وساعدهم على ذلك وسائل الإعلام وعلى رأسها مواقع الانترنت.
مواثيق الشرف
وأضاف الدكتور أحمد زارع وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر في بحثه عن وسائل الاعلام وقضايا الارهابأن هناك عوامل جعلت وسائل الإعلام أداة لتغذية العنف والإرهاب تمثلت في التشويش على منظومة القيم والسلوكيات، والتهوين من قيمة الثقافات الوطنية، وفرض ثقافة القوى الكبرى، وشيوع خطاب الكراهية فى الإعلام العربى بعد الثورات وسطحية المعالجة الإعلامية لقضايا التطرف والترويج لغايات الإرهاب وأهدافه، واستخدام الإنترنت من قبل الجماعات الإرهابية وعدم التخصص وضعف الخلفية المعرفية عن قضايا الإرهاب للقائمين بالإتصال، مشددا على ضرورة التغلب على هذه العوامل بإعادة النظر فى الخطاب الإعلامي العربي والاهتمام بالمعالجات الإعلامية في إطار تفعيل مواثيق الشرف الإعلامي.
حسام شاكر