16 مارس, 2016

"الإرهاب الأبيض".. يهدد وجود المسلمين فى أمريكا

"الإرهاب الأبيض".. يهدد وجود المسلمين فى أمريكا
الإرهاب قد يصدر من أتباع أى ديانة، ومن هؤلاء تنظيم "كو كلوكس كلان" الإرهابى أو المعروف بالـ"KKK

يعتقد كثير من الناس عند سماعهم لكلمة الإرهاب بأنك تقصد الحديث عن الجماعات الإسلامية، ولا يرجع ذلك للشخص ذاته بل لما يقوم به الإعلام سواء المحلى أو الغربى من التركيز على أخبار تلك الجماعات مما أصبح ارتباطًا شرطيًا لدى القارئ بأن الإرهاب هو ما تقوم به الجماعات الإرهابية، وقد ذهب البعض لأكثر من ذلك ليربط بين الإسلام كدين والإرهاب والتطرف وهو ما ظهرت آثاره جلية فى مظاهر الإسلاموفوبيا فى الغرب؛ حيث تتعرض الجاليات الإسلامية هناك للعديد من جرائم الكراهية، وقد نشر مؤخرا موقع (Muslim News) تقريرا بعنوان "تزايد معدلات الإسلاموفوبيا فى أوروبا" كما أصدر مرصد الأزهر عدة تقارير عن "الإسلاموفوبيا" وزيادة معدلاتها فى الآونة الأخيرة.
إلا أن الحقيقة توضح بأن الإرهاب قد يصدر من أتباع أى ديانة، ومن هؤلاء تنظيم "كو كلوكس كلان" الإرهابى أو المعروف بالـ"KKK"، ومن خلال إلقاء الضوء قليلًا على ذلك التنظيم نعرف مدى عنصريته وتصرفاته الإرهابية، وقد نشر موقع صحيفة "Huff post Arabi" تقريرًا عن ذلك التنظيم جاء فيه: "تأسست هذه المنظمة أو الجماعة فى نهايات القرن التاسع عشر، ونشطت وانتشرت فى أنحاء أمريكا مع عشرينيات القرن العشرين. وكان من أهدافها محاربة تحرير السود ونيل حقوقهم المدنية إضافة إلى القضاء على وجود الأقليات فى أمريكا حينها مثل اليهود والكاثوليك. فكانت "العاطفة الدينية" مع قِلَّةِ الإِدراكِ العِلمى لدى الأوساط العامة هى الوسيلة المثلى لذلك، وفعلًا نادت المنظمة بسامية العِرقِ الأبيض المعتنق للمذهب البروتستانتى المسيحى على جميع الأعراق والمذاهب الأخرى، وبدأت شعبيتها بالازدياد والظهور بقوة عام ١٩١٥ ميلادي، حيث بلغ تعداد المنتمين إليها أربعة ملايين أمريكي، كما أضافت إلى طابعها الدينى الجانب القومي/الأمريكي، وذلك بتخويف الناس من خطر ازدياد أعداد المهاجرين إلى أمريكا، وتأثير قوانين مساواة السود والأقليات على ضياع الهوية الأمريكية".
واتخذت هذه الجماعة من الصليب المشتعل شعارا لها كما يغطى أعضاؤها وجوههم، واتسمت عملياتهم بالوحشية بالأخصِّ على السود، حيث كانوا يقضون عليهم، إما عن طريق الشنق أو الحرق أو الرجم حتى الموت! إضافة إلى عمليات تفجير وتفخيخ الكنائس ودور العبادة الخاصة بالسود! وبلغ تعداد ضحاياهم على أقل تقدير 3450 قتيلاً خلال فترة نشاطهم وانتشارهم.
ومن هنا يبدو لنا جليا الآن من هذا العرض السريع مدى عداء هذه الجماعة للمهاجرين غير البيض للولايات المتحدة وهذا هو ما يبرر لنا تأييد أحد قادتها السابقين للمرشح الرئاسى المحتمل بالولايات المتحدة دونالد ترامب؛ فقد نشرت صحيفة (The Guardian) خبرًا عن دعم ديفيد ديوك الزعيم السابق بـجماعة "كو كلوكس كلان" لترامب. وهو ما حاول ترامب التنصل منه لارتباطه بالتحريض على الكراهية العرقية. وصرح أنصار تلك الجماعة "لقد جعل ترامب الحديث عن مخاوف الأمريكيين من الأصول الأوروبية شيئا عاديًا اليوم" وصرح ديوك قائلا للأمريكيين: "التصويت ضد ترامب فى هذه المرحلة هو حقا خيانة لتراثكم".
وقد حظى ترامب الذى يدعم العنصرية ضد المسلمين، بدعم أحد كبار العنصريين بفرنسا أيضًا وهو جان مارى لوبان الزعيم السابق للجبهة الوطنية الفرنسية -اليمينى المتطرف والذى دعا للتخلص من المهاجرين ويعتبر أكثر سياسيى فرنسا عداوة للمهاجرين- حيث كتب على صفحته بموقع تويتر: "لو كنت أمريكيًا لانتخبت ترامب". ويتشابه كثيرًا فكر لوبان وترامب، فقد بدأ الأخير حملته الانتخابية بتعهده ببناء جدار عازل على الحدود المكسيكية وترحيل ما يقرب من 11 مليون مهاجر غير شرعى بالولايات المتحدة ولا يخفى تصريحاته ضد المسلمين، أما عن لوبان فهو قد أسس الجبهة الوطنية الفرنسية بالأساس لمحاربة الهجرة لبلاده، وقد أدين فى عام 2012 بدعمه لجرائم ضد الإنسانية. وفى عام 2015 تمت تبرئة ابنته من التحريض على الكراهية لمقارنتها مسلمى فرنسا بالنازيين الذين احتلوا البلاد خلال الحرب العالمية الثانية.
ومن الواضح أن ترامب يلقى ترحيبًا عريضًا من أصحاب الإرهاب الأبيض لما ينتهجه ضد المسلمين والمهاجرين فقد نشرت صحيفة Huff Post Politics) ) طرد طلابا ذوى بشرة سوداء من مؤتمر لترامب فى جورجيا؛ حيث تم طرد عشرات الطلاب السود من مؤتمر حاشد لدونالد ترامب فى جورجيا. وقد أوضحت إحدى الطالبات –وهى فى قمة الأسى- أنه تم طردهم بسبب نظرة ترامب العنصرية لهم، علمًا بأنهم لم يريدوا سوى مشاهدة المؤتمر فى هدوء فحسب.
وبسبب هذا الاتجاه المضطهد للمسلمين يواجه طالب مصرى يدعى عماد الدين السيدالترحيل وذلك بعد تهديده لدونالد ترامب بعد نشره على صفحته على فيسبوك أن العالم سيشكره لو قتل ترامب. وأجرت "أسوشيتد برس" مقابلة مع السيد عبر الهاتف من السجن ووصف ما نشره على فيسبوك بأنه شيء غبى وقال إنه كتبه لأنه غضب من تعليقات ترامب بشأن المسلمين وقال إنه سرعان ما شعر بالندم على ذلك وإنه لم يعتزم مطلقا إلحاق أذى بأحد وقالت سلطة الهجرة والجمارك إن السيد اعتقل لأنه انتهك شروط تأشيرة دخوله البلاد.
ومن هنا يرى الجميع جليا أن الإرهاب الأبيض الذى تموج به أمريكا يهدد تواجد المسلمين، وأن الإرهاب لا يخرج من منتسبين للإسلام فحسب، بل ومن أتباع ديانات وقوميات أخرى يدعى أصحابها أنهم يتبعون منهج السلام.علاوة على أن هذا النوع من الإرهاب والذى لا تتحدث عنه وسائل الإعلام إلا على استحياء يعطى مبررا قويا للجماعات الإرهابية لزيادة عملياتها داخل المجتمعات الغربية فهو الوقود الذى تستغله هذه الجماعات لزيادة عدد المنتسبين إليها من السذج وأصحاب الحماسة، والجهلاء وأصحاب المصالح.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

قراءة (3529)/تعليقات (0)

كلمات دالة: