13 أغسطس, 2024

ردًّا على مقال "فشل في الصميم" من صحيفة النبأ الداعشية

ردًّا على مقال "فشل في الصميم" من صحيفة النبأ الداعشية

في إطار متابعة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف للفكر المتطرف الذي تتبناه بعض التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش، تابع المرصد المقال الافتتاحي الذي نُشر في "مجلة النبأ" التابعة لهذا التنظيم الإرهابي بعنوان: "فشل في الصميم". يتحدث المقال عن سيطرة تنظيم داعش على بلدة ماكوميا الموزمبيقية الغنية بالغاز. وقد تزايدت العمليات الإرهابية الحديثة في عدد من المناطق في موزمبيق، ومع ذلك فالمقال يغفل تمامًا ذكرَ المعاناة الإنسانية الهائلة التي تسببها هجمات التنظيمات الإرهابية على المدنيين الأبرياء؛ ولا مراء في أن هذه الهجمات تؤدي إلى تدمير حياة الأبرياء وزيادة معاناتهم، كما أن الأطفال والنساء وكبار السن هم الأكثر تضررًا من غيرهم؛ لذا يجب تسليط الضوء على الجرائم التي ترتكبها تلك الجماعات المعادية للإنسانية، ولمفهوم التسامح الذي تقوم عليه الأديان.

حاول المقال تزييف الحقائق عن التحالفات الدولية التي شُكِلت خصيصًا لدحر عدوان التنظيمات الإرهابية وكسر شوكتها، فيصور التحالفات الدولية على أنها فاشلة وضعيفة، دون الاعتراف بالنجاحات التي حُقِقت في مجال مكافحة الإرهاب بمناطق مختلفة من العالم، ويؤكد مرصد الأزهر أن تلك التحالفات قد تمكنت من تحقيق نجاحات ملموسة في تقليص نفوذ التنظيمات الإرهابية، وتحسين الوضع الأمني في العديد من المناطق.

يقوم الخطاب السياسي لتنظيم داعش الإرهابي على التلاعب بالدين لأهداف سياسية منحرفة، لذلك يستخدم المقال آيات قرآنية ومفاهيم دينية لتسويغ العنف والإرهاب، وهو ما يتنافى مع تعاليم الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى السلام والرحمة، ولسنا بحاجة إلى القول إن الإسلام بريء من تلك الأفعال الإرهابية، وإن استخدام الدين غطاءً لجرائم العنف هو تشويه للإسلام وتعاليمه السامية.

وقد اعتاد التنظيم الإرهابي التفاخر بمقاتليه وتصويرهم على أنهم يتمتعون بأعلى قدرات قتالية، ويتسلحون بالعقيدة التي تبث فيهم الصبر والجَلَد، ولذا يقدم المقال صورة مغلوطة وغير واقعية عن "صمود" الإرهابيين، متجاهلًا الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها، والرفض المتزايد لهم من جانب المجتمعات المحلية. جدير بالذكر أن هذه التنظيمات الإرهابية تفقد دعمها الشعبي، وتتعرض لضغوط مستمرة من جانب السكان المحليين الذين يرفضون العنف والإرهاب، ولذلك لا يستطيعون الاندماج في المجتمعات التي يحتلون أراضيها، فلا تستقر لهم جذور في أي مكان، فيسهل اقتلاعهم منه، والتجربة العراقية خير مثال على هذا.

والمقال مليء بالتحريفات التي تتناول الأهداف الاقتصادية من وراء هجماتهم الإرهابية؛ ولذلك يحاول إظهار هجماتهم على أنها وسيلة لتحرير الموارد الاقتصادية لمصلحة السكان، وهو ادعاء زائف. ففي الواقع، تؤدي الهجمات الإرهابية إلى تدمير البنية التحتية الاقتصادية، وتهجير السكان، وزيادة الفقر، والمعاناة، والاستيلاء على الموارد وبيعها في أسواق النهب السوداء لا لشيء إلا لتمويل فظائع الإرهابيين. فيجب توضيح أن التنمية الاقتصادية لا تتحقق بالعنف؛ بل من خلال الاستقرار والسلام.

كما يستندون في خطاباتهم إلى نظرية المؤامرة للترويج لفكرة أن التحالفات الدولية تهدف فقط لاستغلال الموارد الطبيعية، متجاهلين الهدف الحقيقي لتلك التحالفات، ألا وهو مكافحة الإرهاب وحماية الأبرياء، والحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة. ولولا وجودها في منطقة ما لما أقيمت بها تحالفات دولية، أو إقليمية، أو محلية، ولكن هذه التحالفات أداة ردع تجابه بها المجتمعات ذلك الإرهاب الدموي.

من جانبه، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أهمية فرض الاستقرار في المنطقة لتحقيق التنمية والرفاهية للسكان. فالإرهاب لا يجلب سوى الفوضى والدمار، بينما يفتح السلام والاستقرار الأبواب أمام التنمية والازدهار. كما يشدد على أن الإرهاب لا يخدم سوى مصالح ضيقة، وأن العالم كله يقف ضد تلك الأعمال البربرية التي تسيء إلى الدين والإنسانية؛ فالعمل على نشر السلام والتفاهم والتعاون الدولي هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل لجميع الشعوب، ولن يكون هذا قبل القضاء المبرم على الإرهاب الذي يقتل كل بادرة خير في مهدها.

وحدة الرصد باللغة الإسبانية

قراءة (289)/تعليقات (0)