09 ديسمبر, 2024

مستغلًّا الأحداث في سوريا… الكيان الصهيوني يحتل قمة جبل الشيخ المعروف توراتيًّا بـ"جبل حرمون"

مستغلًّا الأحداث في سوريا… الكيان الصهيوني يحتل قمة جبل الشيخ المعروف توراتيًّا بـ"جبل حرمون"

*مرصد الأزهر: الصهاينة لا يترددون في استغلال الفرص لمحاولة تحديد جغرافيًّا أرض إسرائيل التوراتية ولن يتركوا جبل الشيخ مرة أخرى.

في ظل الأحداث الأخيرة في سوريا، بادرت قوات الاحتلال الصهيوني إلى السيطرة مجددًا على جبل الشيخ -المعروف في الفكر الديني التوراتي بـ"جبل حرمون"- وإنشاء منطقة عازلة واحتلالها، والتمهيد لاستيطانها، وعدم الخروج منها بوصفها الحدود الشمالية لأرض إسرائيل التوراتية. بل سارعت أبواق الإعلام العبرية والعديد من المسئولين في الكيان إلى الحديث عن "جبل حرمون" وأهميته الإستراتيجية والحيوية للكيان؛ فقد دعا صباح الأحد، الموافق 9 ديسمبر، وزير الشتات ومكافحة ما يُسمى "معاداة السامية" الصهيوني "عميحاي شكلي" -عبر منشور على حسابه الشخصي بمنصة "إكس"- إلى احتلال قمة "جبل حرمون" في الأراضي السورية، وعدم السماح للسوريين بتثبيت أقدامهم بالقرب من المستوطنات القائمة في هضبة الجولان المحتلة.

و"جبل حرمون" اسم عبري معناه "جبل مقدس"، وَرَدَ ذِكْره عدة مرات في أسفار التوراة، وهو بمثابة الحدود الشمالية لأرض إسرائيل التوراتية، التي سيطر عليها بنو إسرائيل بقيادة "يوشع بن نون"، وأبادوا كل سكانها رجالًا ونساءً وأطفالًا؛ حيث ورد: "وَأَخَذْنَا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ يَدِ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ الأَرْضَ الَّتِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ وَادِي أَرْنُونَ إِلَى جَبَلِ حَرْمُونَ". (سفر التثنية: الإصحاح 3/ فقرة 8).

ويؤكد مرصد الأزهر أن العودة إلى المصطلحات والنصوص الدينية وتوظيفها، الهدف منه إيقاظ طاقات اليهود لدعم وخدمة سياسة التطرف الصهيوني، وهو من الأمور المعتادة لدى اليمين الديني المتطرف، الذي تقوم فكرة "أرض إسرائيل" عنده على الأسس التوراتية.

ومن هنا؛ يؤكد المرصد أن الصهاينة لا يترددون في استغلال الفرص المواتية لهم؛ لتحقيق الأغراض التوسعية الخبيثة، من خلال توظيف المصطلحات والنصوص الدينية التوراتية المبتورة من سياقها التاريخي؛ لتحقيق آمال أسطورية، وأحلام طالما راودت خيال اليهود؛ من أجل إقامة أرض إسرائيل التوراتية المزعومة، الممتدة من النيل إلى الفرات.

وفي إطار تلك الأيديولوجية الصهيونية المتطرفة، تُقِرُّ الأحزاب اليمينية بأرض إسرائيل التوراتية، التي تستدعي تبني سياسة التوسع والاستيطان، وعدم الاعتراف بأي كيان عربي بين نهر الأردن والبحر المتوسط، ورفض قيام دولة فلسطينية، واعتبار القدس عاصمة أبدية لأرضهم التوراتية، والاستيطان في كل أنحاء تلك الأرض؛ باعتبار ذلك أساسًا للسيطرة والأمن، وطرد أهلها الأصليين؛ حتى لا يكونوا أشواكًا في أعينهم بموجب ما ورد في التوراة: "وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ الَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا". (سفر العدد: الإصحاح 33، الفقرة 55).

قراءة (127)/تعليقات (0)

كلمات دالة: