12 يناير, 2025

ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني بالجامع الأزهر.. الدكتور/ مصطفى إبراهيم: الإعجاز الذي نراه في عين البعوضة دليل على قدرة الله وعظمته التي نلاحظها في خَلْقه

ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني بالجامع الأزهر.. الدكتور/ مصطفى إبراهيم: الإعجاز الذي نراه في عين البعوضة دليل على قدرة الله وعظمته التي نلاحظها في خَلْقه

      عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي، تحت عنوان: "مظاهر الإعجاز في خلق البعوض"، بمشاركة: أ.د/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الدكتور/ مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، وبحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى من رواد الجامع الأزهر.

 

وخلال اللقاء، قال الدكتور/ مصطفى إبراهيم، عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية: إن البعوض رغم أنه كائن صغير ودقيق جدًّا، لكن الحق سبحانه وتعالى منحه القدرة على البقاء، والعلماء توصلوا إلى أن البعوض موجود على الأرض منذ 125 مليون سنة، أي: قبل خلق الإنسان بكثير، رغم أن هناك الكثير من الكائنات التي انقرضت، لكن الحق سبحانه وتعالى منح البعوضة القدرة على البقاء والتغلب على الظروف، إضافة إلى القدرة على التناسل بشكل كبير، وهو ما ساعد هذا النوع من الكائنات على مقاومة الانقراض والبقاء إلى يومنا هذا. وينتمي البعوض إلى عالم الحشرات، وهو أكبر عالم موجود على الأرض، فهناك من البعوض مليون نوع، وكل نوع منها ممثل بمليارات الأعداد، ومنتشرة في كل مكان في الكرة الأرضية، غير أننا لا نجدها في القطب الشمالي؛ نظرًا لبرودة الجو في هذه المنطقة.

 

وأوضح الدكتور/ مصطفى إبراهيم، أن خطورة البعوض تتمثل في نقل الأمراض والفيروسات المتنوعة، وتمتلك البعوضة القدرة على تحليل الدم، وتحليل الماء؛ للتفرقة بين العذب والمالح. كما أن لديها القدرة على معرفة درجة حرارة جسم الإنسان، كما أن البعوضة لديها جهاز هضمي للدم، بل إن التجارب أثبتت أن البعوضة لديها القدرة على الرؤية الليلية بدقة عالية؛ وهو ما يُمكِّنها من رسم صورة لأي شيء أمامها في الظلام، ولديها حاسة شم دقيقة، تُمكِّنها من شم رائحة فريستها على بُعد (5) كيلو في الأماكن المفتوحة.

 

وأضاف عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن الشعيرات الموجودة على قُرون الاستشعار الخاصة بالبعوضة، تُعدُّ بمثابة محطة أرصاد جوية متنقلة؛ فمن خلالها تتمكن البعوضة من قياس درجة حرارة الجو، ودرجة سطوع الشمس، وسرعة الرياح واتجاهها، وهي قدرة فريدة منحها الله سبحانه وتعالى لهذا الكائن الصغير؛ ليتمكن من مواجهة الظروف البيئية المختلفة، ولديها القدرة على التمييز بين الكائنات الحية المختلفة، من خلال دقة الرؤية عندها؛ لأن البعوضة تمتلك في كل عين (2000) عيينة، يوجد بكل عيينة واحدة (300) ألف خلية ضوئية؛ وهو ما يجعلها قادرة على الرؤية بدقة في أشد المناطق المظلمة، إضافة إلى قدرة البعوضة على التمييز بين الألوان بدرجة عالية من الدقة. والإعجاز الذي نراه في عين البعوضة دليل على عظمة الله في مخلوقاته؛ لأن عين البعوضة مخلوقة بإعجاز شديد.

 

وبيَّن عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن البعوضة تضع بيضها في الماء، ورغم ذلك لا تعيش البعوضة في المياه، وهي دليل على القدرة العظيمة للحق سبحانه وتعالى، ثم تبدأ بعد ذلك في دورة حياتها، كما أن لديها فمًا مُكوَّنًا من جلد سميك، يشبه فم الأداة الطبية (السرنجة) المستخدمة في حقن المرضى؛ لتتمكن البعوضة من سحب الدماء من جسد الإنسان أو الكائنات الحية.

 

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور/ مصطفى شيشي، أن قول الحق سبحانه وتعالى: {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلًا ما بعوضة فما فوقها}، فيها العديد من مظاهر الإعجاز القرآني، من حيث القدرة التي منحها الله سبحانه وتعالى لهذا الكائن الصغير، والاستشهاد بها في الرد على من ينكرون على النبي -صلى الله عليه وسلم- ما جاء به، وهو دليل على قدرة الحق سبحانه وتعالى. كما أن العلم أثبت الخصائص الهائلة التي منحها الله للبعوضة؛ ليتبين أن الاستشهاد بها من قبل الحق سبحانه وتعالى هو استشهاد إعجاز لمن ينكرون على النبي -صلى الله عليه وسلم- ما جاء به، فأعجزهم الله بهذا المخلوق الصغير؛ ليبين عظمة قدرته سبحانه وتعالى.

 

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع، في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف. ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.


 

قراءة (91)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
الشباب.. والمسئولية الاجتماعية
آراء وأفكار

الشباب.. والمسئولية الاجتماعية

إذا كانَ لكلِّ أمَّةٍ ثروةٌ تعتزُّ بها، ورصيدٌ تدَّخرُه لمستقبلِها وقوَّةٌ تبنى عليها مجدَها ونهضتَها، فإنَّ فى مقدِّمةِ هذه الثَّروةِ الشَّبابَ الَّذى يُعدُّ الدُّعامةَ الأساسيَّةَ فى المجتمعِ، والثَّروةَ الحيَّةَ الحقيقيَّةَ فيه، والأمل المرتجى على الدَّوامِ، وإنَّ مِن مظاهر التَّحضُّرِ والرُّقىِّ لدى الأممِ أن تُعنى بالشَّبابِ، وأن تهيِّئ لهم ما يجعلُهم رجالاً أكْفاءَ أقوياءَ، تقومُ الأوطانُ على سواعدِهم.

بدء دورة «إعداد الداعية المعاصر» لستة وفود دولية بـ«أكاديمية الأزهر»
أخبار

بدء دورة «إعداد الداعية المعاصر» لستة وفود دولية بـ«أكاديمية الأزهر»

انطلقت فعاليات دورة «إعداد الداعية المعاصر»، التى تنظمها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، والمنعقدة بمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، وتستمر لمدة شهرين بمشاركة نخبة من الأئمة والدعاة الوافدين من: «اليمن، الجزائر، السودان، الهند، تنزانيا، توجو»، بهدف رفع المستوى العلمى والعملى للأئمة والدعاة الوافدين، وتطوير قدراتهم لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة ونشر وسطية الإسلام واعتداله.

12345الأخير