كتب: أحمد نبيوة
نظم قسم العقيدة والفلسفة بنات بكلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة جامعة الأزهر، ندوة بعنوان (دراسة الإسلام فى جامعات أمريكا ودورها فى محاربة الإسلاموفوبيا)، عقدت بمركز تعليم اللغات بالمركز البريطاني بفرع الجامعة بالدراسة، ألقاها كل من الدكتورة كورتني دولولز، والدكتور فيل دورلز القائمين على تدريس الدراسات الشرق اوسطية ودراسة الاسلام بجامعة وافورد، بحضور الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية الدراسات الاسلامية والدكتورة إلهام شاهين مدرس العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الاسلامية بالقاهرة، وعدد من الطلاب والخريجين والباحثين المهتمين بدراسة الاسلام باللغات الأجنبية.
وأكد الدكتور فيل دورلز، المتخصص فى الدراسات الإسلامية بجامعة وافورد فى الولايات المتحدة الأمريكية، أن الدولة الأمريكية لا تتدخل في الدين بكونها مؤمن تماما بأن الدين هو وحي من عند الله فلا يجوز التدخل فيها ولا تقوم بتمويل أي دين على آخر، موضحا أن بلاده تقف على مسافة واحدة من الديانات السماوية الثلاثة، لافتاً إلى أن الدولة تؤمن بالاخلاق الحميدة وأنها تهدف إلى بناء مواطن صالح، لافتاً إلى أن الفلسفة الامريكية، تحث الناس على الفضيلة وأن الأديان، وأن نظرة الواقع الأمريكى للدين نظرة حيادية تحث على التعددية الدينية وقبول الآخر، موضحا أن الدين ساعد فى تطور الفكر القانونى فى أمريكا، كما أن الأكاديميين يهتمون بالدين ويعلمونه، منوها بأن الدراسة الأكاديمية للدين لا تعنى إقناع الطلاب بدين معين وإنما لجعلهم فى معايشة مع الأديان الأخرى ومعرفتها.
الفلسفة الأمريكية
وأوضح فيل أن الفلسفة الأمريكية تجاه الدين تختلف عن نظيرتها الأوروبية، وتعتبر الفلسفة الأمريكية الأديان جميعا أتت لرسالة نشر الأخلاق والقيم السمحة، كما أن دوره كباحث ومتخصص يكمن في سؤال أصحاب دين معين عما يؤمنون به ونقله الإجابات لأصحاب الدين الآخر، مشيراً إلى أنه جاء إلى الأزهر ليستمع إلى صحيح العقيدة الاسلامية لنقلها لطلابه في المجتمع الامريكي من غير المسلمين، واطلاعهم على الثقافة الإسلامية التي يدرسها الأزهر عبر مناهجه، مؤكدا أن الفلسفة الأمريكية ترسخ لقبول الآخر والتعددية، موضحا أنه لا يهدف إلى وضع الإسلام في مقارنة بين الأديان واقناعهم، مشدداً على أهمية دراسة الأديان للوقوف على ممارسة أصحاب الديانات لشعائرهم الدينية، في ظل النظرة المتعالية من الغرب على المسلمين في أمريكا، ما يزيد الأمر تعقيدا أثناء تدريس الاسلام للطلاب المسيحيين.
من جانبها أعربت الدكتورة كورتني دولولز المتخصصة في تدريس الدراسات الشرق اوسطية ودراسة الاسلام - بجامعة وافورد، عن سعادتها الغامرة بوجودها في رحاب الأزهر الشريف الذي يعد المؤسسة الإسلامية السنة الأشهر في العالم، مضيفة أن كونها مختصة بتدريس الاديان لا ينصب دورها على اقناع طلابها بدين على دين آخر، ولكنها تقوم باستسقاء المعلومات من أصحاب الديانات المختلفة وعرضها على الآخرين، موضحة أنها تسعى لتطبيق منهجية صحيحة في نقل المعلومات الخاصة بالمجتمع الامريكي للمسلمين الذين يعيشون في القاهرة والعكس، لافتة إلى أن هناك اقبال متزايد من قبل الدارسين والباحثين على المراكز التي تدرس الاسلام واللغة العربية، خاصة أن هناك تعطش كبير من المواطنين الامريكان لدراسة الاسلام.
ملاذاً للعالم
من جانبه، رحب الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الين بالقاهرة، بالمحاضرين في جامعة الأزهر والمركز البريطاني لتعليم اللغات، مؤكدا أن المنهج الأزهري الوسطي ساهم في نشر الاسلام المعتدل في ربوع أوروبا وأمريكا، لافتاً إلى أن من نشر الصورة المشوهة عن الإسلام لم ينالوا حظ الدراسة الأزهرية، موضحا أن المنهج الأزهري أصبح ملاذا للعالم.
ولفت د. العواري، في تعقيبه على حديث المحاضرين، إلى أن الاختلاف في العقائد هي سنة إلهية، مطالباً العالم من خلال المحاضرين بضرورة دراسة بعض الشيئ عن الاسلام وسماحته، لافتاً إلى أن الإسلام والمسلمين ينظرون إلى أن جميع العقائد على أنهم إخوة في الانسانية، وأن القرآن الكريم هو الذي شرع التسامح وقبول الآخر، وشرع الحوار بين جميع الحضارات وبين جميع المخالفين أيضا، بشرط ضمان المساواة في آليات الحوار، مؤكداً أن الإسلام علم أبناء اتباع بعدم سب من على غير عقيدته وهذا هو المنهج الإسلامي الذي يتبعه المسلمين في كل مكان.
تصحيح المفاهيم
وأوضحت الدكتورة إلهام شاهين مدرس العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والمشرفة على تنظيم هذه الندوة، أن قسم العقيدة والفلسفة بنات القاهرة جامعة الأزهر يريد من خلال تلك الدعوة وهذه النوعية من المحاضرات والندوات، أن يفتح الباب للحوار المباشر مع كل الأطياف والتوجهات، وأن يرسل رسالة مفادها أن الحوار العلمى السليم هو أساس تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام، والمعايشة والتعامل مع الأزهر باساتذته وطلابه الذين يمثلون المنهج الإسلامي الوسطى المعتدل جزء كبير تصحيح الصورة المشوهة للمسلمين في الغرب.
واكدت مدرس العقيدة والفلسفة، أن هذه المحاضرات لم تقتصر الدعوة للحوار حول الإسلاموفوبيا على أساتذة غربيين ليحاضروا حول تلك الظاهرة فى الغرب، موضحاً أن هذه المحاضرات والندوات تهدف إلى استجلاب أساتذة فى الدراسات الشرقية بالجامعة الأمريكية للمناقشة وإبداء الرأى، لنقل الصورة الصحيحة عن الاسلام في بلادهم، مشيرة إلى أنها وجهت الدعوة لرئيس برلمان الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر آدم يونس وقد حضر العديد من الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر.