09 سبتمبر, 2016

الأيوبي .. صاحب أول لقب "خادم الحرمين"

الأيوبي .. صاحب أول لقب "خادم الحرمين"

كتب: حسام شاكر

أكدت دراسة علمية حديثة بجامعة الأزهر أعدها الباحث مصطفى عوض عن مخصصات الحرمين الشريفين في مصر في العصر الأيوبي أنَّ مصرَ كانتْ لها اليدُ الطُّولَى في صنعِ كِسوةِ الكعبةِ المشرفةِ خلالَ عصرِ الدولةِ الأيوبيةِ، وأنَّ أمهرَ الصناعِ المصريينَ كانوا يشاركون في صنعِ هذه الكسوةِ، وأن الفضلَ يعود للمصريينَ في إدخالِ بعضِ الطُّرُزِ على كسوةِ الكعبةِ المشرفةِ خلالَ هذا العصرِ، مشيراً إلى أن أولَ ظهورٍ للقبِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ كان في العصرِ الأيوبيِّ، وأولَ من أُطْلِقَ عليه هذا اللقبُ وحازَ شرَفَهُ هو السلطانُ صلاحُ الدينِ الأيوبيُّ، ثم صارَ بعدَ ذلكَ من جملةِ الألقابِ التي استخدمها السلاطينُ الأيوبيونَ في مصرَ خلالَ ذلكَ العصرِ.

وأضاف الباحث في دراسته التى أعدت لنيل درجة الدكتوراه بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر فرع القاهرة أن بعضَ عناصرِ الشعبِ المصريِّ خلالَ العصرِ الأيوبيّ شاركتْ في مخصصاتِ الحرمينِ الشريفينِ، فلم يقتصرْ الأمرُ على السلاطينِ الأيوبيينَ فقط، بل تعدَّاهم إلى الوزراءِ وكبارِ رجالِ الدولةِ والأعيانِ والخواتينِ الأيوبياتِ خلالَ ذلكَ العصرِ مبينة أن مصادرَ الدخلِ لسكانِ بلادِ الحرمينِ الشريفينِ خلالَ العصرِ الأيوبيِّ كانت متعددةً، فقد خَصصتْ مصرُ قسطًا كبيرًا من أموالِها لمساعدةِ أهلِ مكةَ والمدينةِ، إلى جانبِ ما كانتْ تُوَفِّرُهُ قافلةُ الحجِّ المصريةِ السنويةِ من مصادرِ رزقٍ سنويةٍ ثابتةٍ خلالَ هذا العصرِ.

وأظهرت الدراسة أن العلاقات بين مصر وبلاد الحرمين الشريفين من الناحية الاقتصادية كانت مميزة؛ نظرًا لما قام به حكام وسلاطين مصر الأيوبيون من رعاية مالية واقتصادية لسكان الحجاز وأشرافهم، حيث كانت تخرج قافلة الحج المصرية وهي تحمل الأموال والمخصصات والمؤن والغلال لأهل الحرمين الشريفين، مشيرة إلى أن مصر خصصت قسطًا كبيرًا من أموالها لمساعدة أهل مكة والمدينة، هذا إلى جانب ما كانت توفره قافلة الحج المصرية السنوية من مصادر رزق سنوية ثابتة خلال هذا العصر.

 

واشتملت الدراسة على ارتباطِ الحجازِ بمصرَ خلالَ العصورِ الإسلاميةِ المختلفةِ، والمحملُ المصريُّ، وأميرُ الحجِّ خلالَ العصرِ الأيوبيِّ، والاحتفالاتُ عبر الإعلانُ عن خروجِ قافلةِ الحجِّ خلالَ العصرِ الأيوبيِّ، بالإضافة إلى المخصصاتُ النقديةُ والعينيةُ للحرمينِ الشريفينِ في مصرَ خلالَ العصرِ الأيوبيّ، متطرقة إلى أوجهُ رعايةِ أهلِ العلمِ، ومخصصاتُهم في الحرمينِ الشريفينِ خلالَ العصرِ الأيوبيّ، والصعوبات التي اعترضَتْ طريقَ إرسالِ هذه المخصصاتِ، وقد حاولَ الأيوبيونَ إزالَتَهَا بقدرِ استطاعَتِهِمْ؛ لتصلَ إلى وجهتِهَا الحقيقيةِ، بتوفيرِ الأمنِ والأمانِ والسلامةِ لحجاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ والزائرينَ لمدينةِ رسولِ اللهِ.

 

قراءة (2958)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
1345الأخير