لم يعد يخفى على أحد التراجع الأخلاقى الكبير الذى ضرب المجتمعات الإسلامية خلال السنوات الأخيرة فى كثير من سلوكيات الناس، وذلك بسبب عوامل كثيرة تسببت بشكل مباشر أو غير مباشر فى هذا التراجع الملحوظ، ومن أهم هذه العوامل من وجهة نظرى انشغال الأسرة عن الدور المنوط بها فى تربية أولادها وبناتها ومتابعة أحوالهم نتيجة ضغوط الحياة والسعى لتحسين الدخل لتوفير الحد الأدنى من متطلبات أفراد الأسرة المالية، ففى زماننا نادراً ما تجتمع الأسرة بجميع أفرادها معاً على مائدة طعام أو شاشة تلفاز لمشاهدة شىء هادف ولو مرة واحدة فى اليوم، ناهيك باجتماع الأسرة ولو مرة واحدة فى الأسبوع فى جلسة حوارية أسرية يناقشون فيها ما يحتاج إلى نقاش، ويطمئن أولياء الأمور على أحوال أبنائهم الدراسية والعملية، ويقفون على المشكلات التى يتعرضون لها فى حياتهم ويتشاورون فى حلها، مع حرص الآباء والأمهات على غرس القيم النبيلة والأخلاق الكريمة فى نفوس أبنائهم.