من يتأمل فى الثمرات الإيمانية التى يجنيها المؤمنون كلما فرغوا من أداء فريضة الصيام على النحو الذى يحقق لهم هذه الثمرات فإنه يجد أن كل مؤمن يجنى هذه الثمرات يكتسب بها بعثا حياتيا جديدا، وميلادا إيمانيا جديدا كأنه قادم إلى هذه الحياة التى يعيشها قدوما جديدا، تفتح معه صفحة جديدة خالية من أى شائبة من الشوائب التى تتنافى مع حقيقة الإيمان. لقد عرفنا أن المؤمن الصادق الإيمان يدخل مع فريضة الصيام فى معسكر إيمانى يلتزم فيه بكل خلق إيمانى قويم يشمل كل سلوكياته القولية والعملية فى كل لحظة من لحظات ليله ونهاره، وعلى كل حال من أحواله فى سره وعلانيته، وفى خلوته وفى اجتماعه مع غيره، ومن خلال هذا الالتزام يستحق أن يمنح من رب العالمين جائزة القبول والرضا، وشهادة المغفرة، التى تشهد منحها له الملائكة التى أشهدهم عليها رب العالمين حين ناداهم وخاطبهم قائلا لهم «أشهدكم ملائكتى أنى قد غفرت لهم»، وهى شهادة اقتضت منهم أن يقفوا على أبواب الطرق فى يوم عيد الفطر مرحبين بالمؤمنين وهم ذاهبون إلى أداء صلاة العيد قائلين لهم ومبشرين «اذهبوا إلى رب كريم، يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بصيام النهار فصمتم، وأمرتم بقيام الليل فقمتم، فاقبضوا جوائزكما»، ويظلون قائمين على هذه الطرق،حتى إذا فرغ المؤمنون من أداء الصلاة وعادوا راجعين إلى بيوتهم قالوا لهم «ارجعوا راشدين إلى رحالكم فقد غفر الله لكم».