لقد لخص أحد المفكرين المعاصرين حال الأمة الإسلامية في العصر الحاضر في عبارة قصيرة يقول فيها: إنها «أمة حائرة في عالم محير». وحقيقة الأمر أن من يتأمل أوضاع عالمنا العربي الإسلامي تستبد به الدهشة لما يسود هذا الجزء من العالم من حيرة وارتباك يسيطران على خطواته، فهناك تيارات فكرية ودينية تحاول أن تشد المجتمعات الإسلامية إلى الوراء متجاهلة مستجدات العصر وما طرأ على العالم من تطورات جوهرية، وهناك في الوقت نفسه تيارات أخرى تحاول أن تجذبها من وهدتها بقوة بطريقة قد تفقدها توازنها وتقتلع معها جذورها، بل وتفقدها هويتها.