قالت لجنة الأخلاقيات التابعة لجمعية الصحافة في إشبيلية إن صحيفة «آه بيه ثيه» الإشبيلية ارتكبت خطأ يتعلق بسوء التصرف المهني حين نشرت خبرًا حول اعتقال رجل مسلم، مع استخدام صورة يظهر فيها أشخاص آخرون، فقط لأنهم يعتنقون الدين ذاته، مستهجنة أن يرفق بهم كلمات تصمهم بـ«الإرهاب الجهادي».
وأكدت اللجنة أنها تهدف -من خلال هذا الاستهجان- إلى النضال من أجل ترسيخ التعايش والتسامح والاحترام في سبيل الحفاظ على مجتمع صحي وقوي ومتَّحد.
وبدورها، أدانت الجمعيات الإسلامية والحقوقية في إسبانيا ذلك العمل، مشيرة إلى أنه اعتداء صريح على الأشخاص الذين ظهروا ضمنيًّا في تلك الصورة التي أعاد نشرها مئات الأشخاص، فضلًا عن استغلاها من قِبَل حزب «فوكس» اليميني المتطرف في كتابة تعليقات معادية للإسلام.
وتنظر محكمة إشبيلية، اليوم الخميس، الدعوى التي رفعها 4 مسلمين بشأن تضررهم من الصورة التي نشرتها الصحيفة الإشبيلية إلى جانب صورة رجل تم اعتقاله في 17 أبريل 2019؛ بزعم تخطيطه لارتكاب هجوم في مدينة إشبيلية خلال أسبوع «الآلام».
من جانبه يثمِّن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف التحركات القانونية والحقوقية التي تسعى إلى دفع وصم المسلمين بـ«الإرهاب»؛ للحفاظ على النسيج الوطني والمجتمعي داخل المجتمعات، وإزالة الأحكام المسبقة التي تكدِّر صفو التعايش المجتمعي.
ويدعو المرصد وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في إسبانيا إلى تحري الدقة والتزام الحيادية في نقل الأخبار بصفة عامة، والمتعلقة بالمسلمين على وجه خاص، مع العودة إلى مدونة قواعد السلوك التي أعدتها الجمعية العامة لاتحاد جمعيات الصحافة الإسبانية والمتعلقة بضرورة التزام الصحفي أخلاقيًّا بتحري الحقيقة والمصداقية في نشر المعلومات.