25 نوفمبر, 2017

حُرْمة الاعتداء على دُور العبادة ومَن فيها

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وبعد:

فإن الاعتداء على دُور العبادة وقَتْلَ مَن فيها فسادٌ في الأرض مخالف لما جاء به الإسلام، وحكمه: حرامٌ شرعًا، وهذه الأفعال بعيدةٌ كلّ البُعْدِ عن الإسلام وتعاليمه، والشريعةُ الإسلامية أمرتْ بالمحافظة على الضرورات الخَمْس التي أجمعتْ كلُّ المِلَل على وجوب المحافظة عليها، وهي:

الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال؛ فالأصل في الدماء أنها معصومة، والأصل في النفوس أنها محفوظة مُكرَّمة؛ وإنّ قَتْلَ نَفْسٍ بريئة واحدة كقتل الناس جميعًا، فقد قال تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة/32]، ولا يَصحّ شرعًا أن توصف مثل هذه الأعمال العدوانية بالجهاد، فالجهاد في الإسلام قد شُرع لرَفْع الطغيان ودَفْع العدوان؛ {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة:190].

والإسلام الحنيف قد كفَل للجميع مسلمين وغير مسلمين الحرية في ممارسة شعائرهم، واحترامَ المقدسات ودُور العبادة؛ فهو بريء مِن كلِّ اعتداءٍ يُنسب إليه زورًا وبهتانًا، ويجب على الجميع أن يعلم أن كل هذه الأحداث الإرهابية لا تريد إلا الخراب والدمار وإشعال الفتنة بين الناس؛ لذلك يجب علينا جميعًا أن نقف صفًّا واحدًا في التصدي بكلِّ قوةٍ لهؤلاء البغاة، حَفِظَ اللهُ مصرَ وشعبَها، ورَدّ كَيْدَ المعتدين.

مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

#الفتاوى _الإلكترونية