إن العبرة التي جاءت وصفًا للقصص القرآني وهدفًا أساسيًّا من أهدافه تفيد في معناها العام معنى العبور، والعبور يعني: الانتقال، كمَنْ يعبر الطريق فإنه ينتقل من أحد جانبيه إلى الجانب الآخر، كذلك الشأن في قصِّ القصص، ينتقل العاقل بما جاء فيها إلى واقعه الذي يعيشه، فما حدث لمن سبق قابل الحدوث لمن لحق إن تكرر ما وقع ممن سبق، ففِعْل الآخرين مثل ما فَعَلَ الأولون، والمبرر لتكرار النتيجة، وهي ثمرة العمل وجزاؤه الدنيوي، خيرًا كان أو شرًّا، حلوًا كان أم مرًّا المبرر لتكرار النتيجة في الآخرين، أو إن شئت فقل: العلة الجامعة التي بررت نقل نتيجة فعل السابقين من الأمم إلى اللاحقين هي أن السنن الاجتماعية في الأمم واحدة لا تتبدَّل، كما أن السنن الكونية في الظواهر الكونية لا تتبدَّل، وهذه وتلك سُنن الله في خَلْقه؛ ولن تجد لسُنة الله تبديلًا، ولن تجد لسُنة الله تحويلًا.
No content
A problem occurred while loading content.