مدير بوابة الأزهر / 26 يناير, 2016 / الأبواب: الرئيسية, متابعات "قانون التجديف".. هل يمنع الإساءة للإسلام ورسوله ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل "كمليش تيواري" بهذا الجنون الذي يدفعه لمهاجمة شخص الرسول صلى الله عليه وسلم بكل هذه الجرأة، وبهذه الألفاظ الوقحة في هذا الوقت الذي تعيش فيه الهند على صفيح ساخن؟! "قانون التجديف".. هل يمنع الإساءة للإسلام ورسوله ؟"العديد من أعضاء حزب آر ايس ايس لم يتزوجوا لأنهم مثليو الجنس"... تصريح ورد على لسان "أعظم خان" وزير ولاية "أتربرديش الهندية" للتنمية الحضرية ردًا منه على مطالبة أحد أعضاء حزب "آر ايس ايس" الهندوسي الحكومة الهندية بالاعتراف بحقوق المثليين في الهند... أثار التصريح عاصفة من اللهب لم تكو بنيرانها "أعظم خان" بل تجاوزته لتمس خير خلق الله "محمد" صلى الله عليه وسلم. تلاسن لا يسمن ولا يغني من جوع، وحرب كلامية بسبب خلافات سياسية تسببت في التعدي بالقول على خاتم الأنبياء والمرسلين. بعد أن أدلى "أعظم خان" بدلوه فيما يخص مثلية أعضاء حزب "آر ايس ايس" الهندوسي خرج علينا "كمليش تيواري" العضو بحزب "هندو مها سبها" ليرد نيابة عن أعضاء حزب "أر ايس ايس" - الذي لا ينتمي لهم - وينتقم لهم من أعظم خان. لم يتطاول "كمليش تيواري" على "أعظم خان" صاحب التصريح الشهير، لكنه وجه سهامه المسمومة لرسول المسلمين حتى يكون الانتقام مضاعفا، حيث قال في بيانه الوقح بأن "محمد" هو أول مثلي في العالم– حاشاه صلى الله عليه وسلم - أثارت تصريحات "تيواري" عاصفة غضب لدى المسلمين في الهند، وخرجوا بسببها في مظاهرات عارمة في مختلف المدن والأقاليم الهندية للتنديد بـ"تيواري" وحزبه، مطالبين السلطات الهندية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والسريعة لمعاقبة "تيواري" على كلامه في حق خاتم الأنبياء. ففي ساحة المسجد الجامع بـمدينة "لودهيانا"، وفي مدينة "لكهنو" الجنوبية، وفي العاصمة الهندية "دهلي" احتشد الآلاف من المسلمين الغاضبين في الساحات، وقاموا خلال مظاهراتهم بحرق مجسمات وصور لـ"كمليش تيواري"، ورفعوا لافتات كتب عليها "رسولنا الكريم خط أحمر"، و"الإرهاب هو التطاول على رسول الإسلام".وأوضحوا خلال تظاهراتهم هذه أن المسلم من الممكن أن يتغاضى عن أي إساءة شخصية قد يتعرض لها، لكنه لن يسمح ولن يقبل المساس بشخص رسوله الكريم "محمد" صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. كما طالبوا السلطات بحل جميع الأحزاب المتطرفة وعلى رأسها حزب "هندو مها سبها"، وتطبيق أقصى العقوبات القانونية على "كمليش تيواري" حتى لا يتجرأ أحد بعده على الإقدام على مثل هذه الفعلة الشنيعة، وهو المطلب الذي أيده مولانا "حبيب الرحمن لدهيانوي" إمام المسجد الجامع، وأضاف أنه إذا لم تُقدم الحكومة على معاقبة هذا الشخص المتطاول بالإعدام فسوف نقوم بالتعامل معه بأنفسنا؛ فرسولنا الكريم أحب إلينا من أنفسنا.من جانبه فقد أعرب "سيد شاه فضل الرحمان واعظي ندوي" إمام مسجد "تيلى والي" بلكهنو عن استيائه الشديد مما تلفظ به رئيس حزب "هندو مها سبها" وطالب بدوره السلطات بتطبيق أقصى العقوبات القانونية على "تيواري". وأضاف أن مسلمى الهند ليسوا بأعداء لها. كما طالب المسلمين في الهند بالتوحد لمواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تعرض لها الرسول "محمد" صلى الله عليه وسلم، ودعاهم للخروج في مظاهرات عاجلة لنصرة رسولهم الكريم. كذلك فقد عبّر الإمام "سيد أحمد بخاري" إمام المسجد الجامع بدهلي عن حيرته الشديدة من الصمت الرهيب من قبل الحكومة على ما تعرض له رسول المسلمين من إهانة، كما أعرب عن دهشته من رد فعل "كمليش تيواري" الذي هاجم الرسول صلى الله عليه وسلم بأبشع الألفاظ بدلاً من مهاجمة النائب والبرلماني المسلم "أعظم خان."أما "أنور الحق" إمام المسجد الجامع وسكرتير عام جمعية شباب الإسلام بولاية "أتربرديش" الهندية فقد أوضح أن رابطة علماء "بجنور" قد قررت رصد مكافأة مالية كبيرة تزيد عن الخمس ملايين روبية لمن يأتي برأس "تيواري" في حال ما إذا لم يُعاقب بالقانون. كذلك فقد أغلقت جميع المدارس والجامعات والأسواق في مدينة "رامبور"، وصرح الشيخ "محمد ناصر خان" أن البعض سواء في الهند أو غيرها من البلدان الأخرى يتآمرون لتشويه صورة الإسلام. وأضاف أن رسول الإسلام هو رسول آخر الزمان الذي فتح مكة دون سفك الدماء... الرسول الذي عفى عن كل أعدائه. كما طالب بسن قانون لتجريم كل من يتطاول على الأديان وكتبها المقدسة ورموزها الدينية واعتبارهم خونة للبلاد.هذا وقد قامت السلطات الهندية باعتقال "كمليش تيواري" بتهمة تكدير الصفو العام، كما قام حزب "آر ايس ايس" بإنكار انتماء "كمليش تيواري" له، واعتبر أنها لعبة من حزب "بهارتيا جانتا"، وحزب" آر ايس ايس" لتشويه صورة الحزب الذي لم يعتد في يوم بالقول على أي دين من الأديان، ولم يحاول خلق توترات من أي نوع لتعكير الأمن والسلام الوطني في البلاد.والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل "كمليش تيواري" بهذا الجنون الذي يدفعه لمهاجمة شخص الرسول صلى الله عليه وسلم بكل هذه الجرأة، وبهذه الألفاظ الوقحة في هذا الوقت الذي تعيش فيه الهند على صفيح ساخن؟! هل هذا الزعيم يأمن العقوبة للدرجة التي تجعله يدلي بمثل هذه التصريحات المقززة؟! أم أن الأمر مخطط له جيدًا من أجل إدخال البلاد في بحر العنف والطائفية من أجل أهداف سياسية هندوسية؟!جدير بالذكر أن مسلمى الهند قد خرجوا منذ فترة وقبل هذه الحادثة مباشرةً في مظاهرات للتنديد بما اعتبروه تجديفًا في حق المسلمين، وطالبوا السلطات الهندية بسن قانون التجديف لردع كل من يحاول الإساءة للدين الإسلامي ولرموزه ولتعاليمه، وذلك بعد كاريكاتير ومقالة نشرتهما إحدى الصحف الهندية اعتبروهما يتضمنان معنى التجديف.هذه الأحداث تضعنا أمام مصطلح جديد ربما لم نسمعنه من قبل... مصطلح مشهور في بلاد شبه القارة الهندية... وله قانون في باكستان ينفذ ويطبق، بينما يطالب به مسلمو الهند من أجل حماية دينهم من المتربصين والمعتدين... مصطلح يُعرف بـ"التجديف"... فما هو التجديف؟!التجديف بالإنجليزية هو (Blasphemy) أي: الإساءة للأديان ولرموزها ولشخصياتها الدينية المقدسة بالسب أو الطعن أو التهجم، أو الانتقاد، أو عدم إظهار التقدير والاحترام. أي أن التجديف يقابله عالميًا مصطلح ازدراء الأديان. عقوبة التجديف في الديانات الإبراهيمية – الديانات السماوية – شديدة ورادعة قد تصل في بعض الأديان للإعدام.أثار هذا القانون الذي سُن في عهد الرئيس الراحل ضياء الحق جدلاً كبيرًا في باكستان، فالمسيحيون والهندوس والقاديانيون وغيرهم من الأقليات يرفضونه ويخشونه ويطالبون الحكومة بإلغائه لأنه - بشكله الحالي– يشكل خطرًا عليهم. يحاكم طبقًا لبنوده كل من يتطاول على الله عز وجل، أو يسب النبيَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم، أو يُهين المصحف الشريف أو يتعرض لثوابت الدين الإسلامي. أما الإسلاميون فيتمسكون به، ويعتبرونه السوط القادر على ردع كل من تسول له نفسه إهانة الذات العليا والرسول، أو التعرض لكتابه الشريف.ويمكننا القول بأنه على المستوى الشعبي يحظى هذا القانون بمكانة رفيعة بين المسلمين الباكستانيين بشكلٍ عام، لدرجة أنه لو قام أي مسئول حكومي بمجرد التلميح بإلغائه أو تعديله فإنه بذلك يجعل من نفسه هدفًا لمن يرغبون في الاستشهاد، إذ لا محالة سينبري أحدُهم لقتله.وفي هذا الصدد خرجت إحدى الجماعات الإسلامية في "كراتشي" بمظاهرة احتجاجًا على قرار المحكمة بإعدام "ممتاز قادري"، المتهم بقتل حاكم ولاية "البنجاب" عام 2011م؛ وذلك لأن هذا الحاكم قد أيد "آسيا بيبي" المسيحية الصادر ضدها حكم بالإعدام بتهمة التجديف، وسعيه الدائم لتعديل هذا القانون. كما حُرق مصنع في باكستان بعد اتهام أحد موظفيه بتدنيس القرآن. أيضًا قامت الشرطة باعتقال "قمر أحمد طاهر" المنتمي للطائفة الأحمدية بتهمة التجديف. كما خرجت مظاهرات حاشدة أعقبها إضراب عام بسبب مشروع قرار تم تصعيده للبرلمان يهدف لإلغاء عقوبة الإعدام لمن يتهم بالتجديف.أما في الهند فكما ذُكر سابقًا يحاول مسلموها جاهدين العمل على إيجاد مثل هذا القانون من أجل حمايتهم وحماية دينهم من كل أنواع الإيذاء اللفظي والبدني الذي يتم على أيدي المتطرفين. ويبقى السؤال الأهم: هل وجود مثل هذا القانون من شأنه أن يحمي الأديان من أي إساءة قد تتعرض لها؟! أم أنه مجرد غطاء يتستر به كل متشدد لتصفية معارضيه، وإشاعة العنصرية والنزاع الطائفي في البلاد بحجة حماية الأديان؟! وهل الأديان بهذا الوهن الذي يتطلب وجود قانون يقف كالسد المنيع ضد المحاولات المهددة لبقائها؟! وهل كل من يحاكم بهذا القانون متهم؟! أم يُبتلى به بعض المظلومين كما حدث مع المواطن الباكستاني المسيحي والذي اتهمه جاره بتأييده لسلمان رشدي – الكاتب الهندي – وبناء على هذا الاتهام حكم عليه بالاعدام، وتبين قبل تنفيذ الحكم أن جاره قد استغل القانون من أجل الاستيلاء على ممتلكاته وأراضيه! الموضوع السابق المجلس الأعلى للأزهر يهنئ الإمام الأكبر لاختيار الكويت لفضيلته شخصية العام الموضوع التالي صناعة الرعب عند تتار العصر طباعة 3368
27 نوفمبر, 2017 وفد الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين يتفقد أوضاع الروهينجا.. ووكيل الأزهر يؤكد: نحن من هنا شهود على موت الضمير الإنساني الذي ترك هؤلاء يعانون
27 نوفمبر, 2017 عقب وصول وفد الأزهر إلى بنجلاديش .. وكيل الأزهر يستقبل وفد المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بدكا
26 نوفمبر, 2017 الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين يواصلان توزيع المساعدات على مسلمي الروهينجا اللاجئين في بنجلاديش
25 نوفمبر, 2017 الإمام الأكبر يوجّه بتمديد قافلة الأزهر الإغاثية إلى مسلمي الروهينجا أسبوعًا.. ووفد إعلامي مصري وعربي يتابع توزيع المساعدات