مأساة مسلمى الروهينجا

 

مسلمو الروهينجا بين الحواجز الخرسانية وحقول الألغام
Sameh Eledwy
/ الأبواب: آخر المتابعات

مسلمو الروهينجا بين الحواجز الخرسانية وحقول الألغام

     وسط مخاوف من وقوع فيضانات قاتلة ومدمرة على القرى والمدنِ التي عسكرَ فيها النازحون من مسلمي الروهينجا في المخيمات، والتي فروا إليها هربًا من التعذيب في "ميانمار"، فإن القوات التابعة لجيش ميانمار بدأت في الوقت الحالي بتحصين حدودها مع بنجلاديش، وذلك من خلال إقامة سياجٍ جديدة، ونشر قوات أمن ومناجم للألغام الأرضية، مما أدى إلى إشعال فتيل التوترات مع جيرانها، والأدهى من ذلك قيام حكومة ميانمار بإرسال رسالة "ابتعدوا" إلى مئات الآلاف من لاجئي الروهينجا الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق.
وذكرت الصحف أن هذا السياج المعدني المدعم بالأسلاك الشائكة، والمرتكز على الخرسانة يمتد إلى ما يقرب من 170 ميلاً؛ ومن ثم فإنه من المستحيل على الروهينجا العودة إلى بلادهم، ورفضت حكومة ميانمار عودة الروهينجا إلا من يستطيع إثبات أنهم من ميانمار، ووضعت الحكومة معايير صارمة على الرغم من أن العديد من الروهينجا تعود جذورهم وأصولهم إلى ميانمار منذ عدة أجيال.
وعلى إثر هذا الوضع الراهن استدعت حكومة بنجلادش سفير ميانمار هذا الشهر؛ لتقدم له شكوى رسمية مفادها أن التعزيز العسكري سيعرقل عملية عودة مسلمي الروهينجا إلى وطنهم.
جدير بالذكر أنه في فبراير الماضي وافق برلمان ميانمار على تخصيص مبلغ 15 مليون دولار من أجل إنشاء سياج جديد يحول بين الروهينجا وبلدهم، واتهمت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة في 12 مارس، الحكومة في ميانمار بإرسال قوات مدججة بالسلاح إلى الحدود، وأعربت البعثة عن استيائها الشديد لأن هذه الخطوة تهدد الروهينجا وتتسبب في هروب البعض من هذه المنطقة المحاصرة بالقرب من كونابارا وعبور الحدود إلى بنجلاديش.
وفي الوقت ذاته واستجابةً لنداءات الاستغاثةِ التي طالبت بها لجنةُ اللاجئين بالأمم المتحدة؛ فإنَّ المملكةَ المتحدة تسعى عن طريق توفير طائرات إغاثةٍ ومخيمات قادرةٍ على مواجهةِ الفيضانات، وكذلك دعم فني وصحي ولوجستي لما بعد حدوث الفيضانات، وتحاول المملكةُ المتحدةُ توفير التطعيمات والتحصينات والأدوية اللازمة للأمراضِ التي يُحتمل انتشارها بعد حدوث الفيضانات، بالإضافة إلى التطعيمات التي يجبُ توفيرها للأطفال قبل الفيضانات تحسباً لأي تهديداتٍ مستقبليةٍ وحماية لصحتهم ولأجسادهم من الأمراض.
كذلك، تعملُ المملكةُ المتحدةُ على تأهيلِ أفراد للقيامِ بمهامهم حالةَ حدوث الفيضانات، وتمكينهم من أدوات المساعدات الأولية للتعامل مع الموقف.
يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه شبكة حقوق الإنسان في بورما (BHRN) أن مسلمي بورما، بالإضافة إلى الهندوس والبوذيين المولودين في بورما من أصل نيبالي، مطالبون بإثبات هويتهم من خلال تقديم العديد من الوثائق والمستندات للحصول على بطاقة الهوية، وتشمل هذه المستندات: بطاقة الهوية الحالية للبورميين بجانب سجل عائلي للأسرة في بورما، وخطاب من كل من الشرطة المحلية ورئيس قسم المنطقة التي يسكنون فيها من أجل التحقق من علاقتهم بالمجتمع.
وأكدت الشبكة أيضًا أن من لديهم أموال كافية هم فقط من يملكون العودة إلى بورما للحصول على هذه المستندات، وذلك لأن عملية توثيق البيانات مكلفة للغاية ودائما ما تكون هذه العملية أكثر صعوبة لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بشخص مسلم.
في هذا السياق أعرب كياو وين، المدير التنفيذي لشبكة بورما لحقوق الإنسان، عن قلقه الشديد حيال هذا الموقف قائلًا: "إن هذا النوع من التمييز مثير للقلق جدًا، وتسائل: "ما الذي سوف يحدث لأولئك الذين لا يستطيعون تقديم الوثائق الإضافية اللازمة لإرضاء السلطات؟ وما هي الآثار بعيدة المدى المترتبة على قضية المواطنة والجنسية في بورما؟"، مضيفًا إن هذا النمط من السلوك يساهم في زيادة انعدام الأمن بين المجتمعات التي أصبحت مهمشة بالفعل.
جدير بالذكر أن مرصد الأزهر كان قد تابع في وقت سابق الإجراءات التعسفية والقيود التي تتخذها حكومة ميانمار حيال عودة المسلمين إلى ديارهم، حيث كنا قد رصدنا في سبتمبر من العام الماضي أن مصدرين بحكومة بنغلادش قد أعلنا أن السلطات في بورما تقوم بزرع ألغام أرضية في المنطقة الحدودية بين البلدين، وأضاف المصدران أن الغرض من ذلك يمكن أن يكون منع عودة مسلمي الروهينجا إلى ديارهم، وعلى إثر ذلك تقدمت حكومة بنجلادش باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدًا من حدودها.

الموضوع السابق مقتطفاتٌ من كلمة الإمام في مؤتمر القدس العالمي.. (5) "قضية القدس ومقررات التعليم"
الموضوع التالي إعادة محاكمة فرنسية داعشية بتهمة الإرهاب في العراق
طباعة
1633

أخبار متعلقة