مأساة مسلمى الروهينجا

 

سلاح جديد يثخن جراح الأزمة: مقتل عشرات الروهينجا النازحين في غارات بمسيرات
Sameh Eledwy
/ الأبواب: قضــايا أخرى

سلاح جديد يثخن جراح الأزمة: مقتل عشرات الروهينجا النازحين في غارات بمسيرات

     يشهد الواقع بالقصور الشديد في صون حقوق الإنسان عامة، وحقوق اللاجئين خاصة، على الرغم من أن المجتمع الدولي قد توافق على كثير من المواثيق الرصينة لحماية حقوق الإنسان. وليس أدلّ على ذلك من مسلمي الروهينجا الذين كابدوا أنواعًا شتى من الاضطهاد والحرمان المادي والمعنوي، ومن ذلك ما أوردته وكالة رويترز للأنباء عن تقارير جديدة بشأن الفظائع التي ارتكبت ضد مسلمي الروهينجا المدنيين في غرب ميانمار، مع اقتراب إحدى الجماعات العرقية المسلحة القوية من بلدة مونجداو في ولاية راخين.

وفي سياق متصل، ذكر بعض نشطاء الروهينجا ووسائل الإعلام المحلية أن عددًا غير معلوم من مسلمي الروهينجا المدنيين قد قتلوا بيد جيش أراكان في الأيام الماضية، حيث بسط سيطرته على بلدة تسكنها أغلبية من الروهينجا بالقرب من حدود البلاد مع بنجلاديش. كما أفادت مصادر بشن غارات بمسيّرات جوية أدت إلى مقتل آخرين بينهم عائلات لديها أطفال طبقًا لشهود عيان، كما شاهدوا الناجين وهم يتجولون بين أكوام الجثث للتعرف على أقاربهم القتلى والجرحى. ووصف أربعة شهود وناشطون ودبلوماسي غارات المسيرات التي أصابت عائلات كانت تنتظر عبور الحدود إلى بنجلاديش المجاورة؛ وكان من بين الضحايا امرأة حامل وابنتها البالغة من العمر عامين، وهذا هو الهجوم الأكثر دموية على المدنيين بولاية راخين في الأسابيع الماضية. وقد شمل الهجوم استهداف قوارب المدنيين الروهينجا الذين كانوا يحاولون العبور نحو بنجلاديش حسب شهود العيان، الذي قالوا: إن أكثر من ٢٠٠ شخص لقوا حتفهم.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان: إن المنظمة الإغاثية عالجت ٣٩ شخصًا عبروا من ميانمار إلى بنغلاديش منذ يوم السبت من إصابات مرتبطة بالعنف، بما في ذلك إصابات بقذائف الهاون وجروح ناجمة عن طلقات نارية. وذكر البيان أن المرضى وصفوا رؤية أشخاص يتعرضون للقصف لدى محاولتهم إيجاد قوارب لعبور النهر.

وقال متحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن الوكالة "على علم بوفاة لاجئين نتيجة انقلاب قاربين في خليج البنغال"، وإنها تلقت تقارير عن مقتل مدنيين في ماونجداو لكنها لا تستطيع تأكيد الأعداد أو ملابسات الحادث. هذا، ومن الواضح أن جيش ميانمار يتحمل المسئولية الأساسية عن الوضع الذي يواجه مسلمي الروهينجا، نظرًا لأن معظم المحاصرين في مدينة مونجداو وما حولها هم ناجون من "عملية التطهير" التي شنها جيش ميانمار في أغسطس ٢٠١٧، والتي انتهت بدفع ما يزيد عن ٧٤٠ ألف مدني من الروهينجا إلى عبور الحدود إلى بنجلاديش إثر محو العشرات من قرى الروهينجا من الخريطة وإمعان التقتيل في أهلها.

 

من جانبه يحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من طول أمد هذه الأزمة الإنسانية العاتية التي أوشك من شهدوها صغارًا أو يشبوا عن طوق الطفولة والعجز إلى طوق الحماسة والانتقام، ما ينذر باشتعال المنطقة بأسرها. كما يحذر الأزهر من إمعان سلطات ميانمار في استغلال الفراغ الحاصل في بنغلاديش المجاورة لمواصلة مخططاته الرامية إلى التطهير العرقي ضد المواطنين المسلمين؛ كما يلفت المرصد إلى ظهور وسائل جديدة في الاستهداف (كالمسيرات) في تنفيذ ذلك المخطط الآثم، ما يعني ضرورة التدخل الدولي لحماية المجبرين على النزوح القسري من ديارهم ووطنهم، ولردع الجناة وحرمانهم من تحصيل أدوات جديدة للإثخان في جراح الأزمة.

الموضوع السابق شيخ الأزهر يعزي العلامة الجليل أ.د حسن الشافعي في وفاة السيدة الكريمة زوجته
الموضوع التالي وجداننا في عصر الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة: كيف تأثرت المشاعر والعلاقات بالتطور التكنولوجي؟!
طباعة
152

أخبار متعلقة