قراءة في دعوات كاتب كندي لإعادة النظر في قوانين الهجرة بسبب مزاعم التطرف الديني
مرصد الأزهر:
مرآة التطرف العمياء دفعت الكاتب إلى لوم مسلمي كندا لتضامنهم مع الفلسطينيين بدلًا من مساءلة السياسيين والمفكرين في بلاده عن مواقفهم غير الإنسانية.
الكاتب اتخذ مواقف فردية لبناء تعميمات، متناسيًا صعوبة وصم قرابة المليوني مسلم في كندا بالإرهاب بسبب انتمائهم الديني.
دعا الكاتب الكندي كولين ماي، رئيس مفوضية حقوق الإنسان في ألبرتا، إلى مراجعة نظام الهجرة الكندي بعد سلسلة من الاعتقالات لأشخاص يُشتبه في تخطيطهم لهجمات إرهابية. وقد كانت أول تلك الاعتقالات في يوليو 2024 عندما اتُهم أب وابنه، أحمد فؤاد مصطفى الديدي ومصطفى الديدي، بالتخطيط لارتكاب جرائم إرهابية قرب العاصمة تورنتو.
تبع ذلك اعتقال شخص آخر يُدعى محمد شاذب خان مطلع سبتمبر 2024، حيث كان يُشتبه في تخطيطه لعملية إطلاق نار جماعي داخل مركز يهودي في مدينة نيويورك، وكان يحمل الجنسية الكندية.
ورغم وقوع الحادثتين في شرق كندا، دعا الكاتب إلى النظر لغرب كندا، وخاصة مقاطعة ألبرتا، مشيرًا إلى وجود شواهد على ما أسماه: "إرهابًا كنديًّا محلي النشأة". واستدل على ذلك بواقعة المواطن الكندي زكريا ريدا حسين، الذي حُكم عليه بالسجن ست سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب، من بينها مخطط لتفجير "مسيرة الفخر" في كالجاري عام 2023.
ويرى الكاتب أن الأخطر هو محاولة اثنين من سكان ألبرتا تصدير ما أسماه: "الإرهاب الإسلامي" إلى المملكة المتحدة وإسرائيل، مُشيرًا إلى وجود مشكلة متنامية تتعلق باستيراد الإرهابيين إلى كندا واستقطاب المواطنين الكنديين المسلمين إلى الفكر المتطرف، مما يثير المخاوف من أن تكون كندا مصدرة للإرهاب إلى حلفائها.
ويؤكد مرصد الأزهر أن الكاتب اتخذ مواقف فردية وبنى تعميمات دون النظر إلى أن قرابة المليوني مسلم في كندا لا يمكن وصمهم بالإرهاب بسبب انتمائهم الديني، حتى لو ثبتت التهم على بعض الأفراد.
كما غاب عن الكاتب أن يثبت وقائع المساس بالجالية المسلمة، سواء بالاعتداء على المؤسسات مثل المساجد أو الأفراد، حتى وصلت بعض الحالات إلى القتل.
وكان من الأولى أن يتجه الكاتب إلى مراجعة مواقف السياسيين والمفكرين في بلاده من القضية الفلسطينية، من منظور حقوق الإنسان، فضلًا عن دعوة بلاده إلى اتخاذ سياسات حازمة تجاه العدوان الصهيوني والاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميًّا.
تظل مرآة التطرف تعمي وتصم، مما يجعل الصحف، التي تمثل أشد التجمعات البشرية عدوانًا في التاريخ، تتلقف الدعوات التي تخدم أغراضها التشويهية حتى لو كانت في أقاصي العالم.
129