د/ عباس شومان: كل الأمم التي تكالبت على أمتنا ستفشل وستبقى أمتنا قوية تسترد قدسها ومقدساتها
د/ عباس شومان، يهنئ الطلاب الوافدين بتخرجهم في الأزهر ويطالبهم بنشر منهج الأزهر وسماحة الإسلام
تقدم الدكتور/ عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالتهنئة إلى الدفعة الجديدة من الطلاب الوافدين الذين أقيم لهم حفلٌ للتخرج اليوم باسم «شهداء غزة 2» بمركز الأزهر للمؤتمرات، بحضور نخبة من قيادات الأزهر، وعدد من سفراء الدول الأجنبية، وممثلين عن السفارات، وحضور خريجين من (36) دولة حول العالم.
وقال خلال كلمته اليوم في الاحتفالية: إن هؤلاء الطلاب الوافدين الذين يتخرجون اليوم محظوظون؛ لأنهم التحقوا بالأزهر في عهد فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يرعى الطلاب الوافدين، ويهتم بهم اهتمامًا ليس له نظير، وقد انتسبوا وتخرجوا في أعظم مؤسسة تعليمية في العالم، تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، والتي يتمنى كثير من أبناء المسلمين في العالم أن يزوروها يومًا، فضلًا عن الدراسة فيها، وهذه العمائم التي يحملها الطلاب فوق رؤوسهم تمثل مصدر فخر وعِزَّة لهم.
ودعا وكيل الأزهر السابق الخريجين من الوافدين إلى إدراك حجم المسئولية التي يتحملونها بعد تخرجهم في الأزهر؛ فهم اليوم عليهم أمانة نقل رسالة الأزهر ومنهجه، ونشر سماحة الإسلام ووسطيته، فما من موضع على الأرض إلا وللأزهر يَدٌ فيه؛ إما بطلاب تخرجوا فيه، وإما من المبعوثين الذي أَرسل بهم الأزهر ليؤدوا أمانة الدعوة والتعليم في هذه الدول، وإما بطلاب درَّس لهم علماء وشيوخ الأزهر؛ لذلك على كل الطلاب الوافدين والخريجين أن يعلموا أن بلادهم تحتاجهم وخصوصًا في هذه الأيام، التي تَطَفَّل فيها على موائد العلم الشرعي جهلاء، رويبضة هذه الأزمنة، ضيعوا البوصلة الحقيقية لاهتداء الشباب لصحيح دِينهم.
وأكد الأمين العام لهيئة كبار العلماء أن هؤلاء الأمم التي تكالبت على أُمتنا قتلًا وتشريدًا وهدمًا جهودهم ستفشل، وستبقى أُمَّتنا قوية تستعيد عافيتها، وتسترد قدسها ومقدساتها وإن طال الزمان، ولا نخشى هؤلاء، مُوجِّهًا فضيلته الخطاب إلى خريجي الأزهر بأن يكونوا حائط صد أمام كل الأفكار الضالة والمُضلَّة، وأن الأزهر وضع خريجيه على شطآن الأنهار والبحار، وأنها تحوي الكثير من النافع وبعض الضار، وقد عَلَّمهم أن ينتفعوا بالنافع ويغترفوا منه، وأن يتعاملوا مع الضار ويصلحوه متى استطاعوا، ويجعلوا الماء الكالح المر عذبًا ينتفع به الناس، وإن لم يستطيعوا ابتعدوا عنه.
ووَجَّه فضيلته جملة من النصائح للخريجين، قائلًا: «كونوا رسل سلام، ووسائل إصلاح، ودعاة لمِّ شمل وجَمْع، أَثبتوا للآخر الذي يخالفكم في دِينكم وما تعتقدونه من أبناء وطنكم، أنَّ إسلامنا يتسع للجميع، وأنه أوصاكم بهم خيرًا؛ فكونوا جامعِين لا مُفرِّقِين، وانخرطوا معهم، واعملوا لمصلحة دولكم. إنَّ إسلامنا لم يأمرنا بمعاداة من خالفنا في الدين؛ يقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}؛ فاعدلوا مع من خالفكم في الدِّين من أبناء بلدكم، وأظهروا سماحة الإسلام ووسطيته التي تعلَّمتموها في الأزهر».
347