بيان من الأزهر الشريف حول القمة العربية بشرم الشيخ
أصدر الأزهر الشريف بيانًا صباح اليوم السبت 8 جمادي الآخر 1436 هجرية الموافق 28 مارس 2015، أثنى فيه على حالة النهضة التي يعيشها العالم العربي حاليًا.
وأشاد البيان الذي جاء ممهورًا بتوقيع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بدور قادة الأُمَّة في الدِّفاع عن بلادهم والذَّودِ عن أوطانهم، داعيًا الله أنْ يوفِّقَ قادة العالم العربي خلال اجتماعاتهم التي تبدأ اليوم بالقمة العربية بمدينة شرم الشيخ المصرية إلى تحقيق آمال وتطلعات شعوبهم.
وفيما يلي نص البيان:ـ
بيان الأَزهر الشَّريف
الحمدُ للهِ، لقد استعاد العربُ قوَّتَهم، واجتمعوا على قلب رجلٍ واحدٍ، وفتحوا صفحةً جديدةً في الشرق الأوسط، وأصبحوا الآن قوةً رادعةً يُحسب لها الحساب في مواجهة التَّحدياتِ والمشكلات التي تمسُّ مِن قريبٍ أو مِن بعيدٍ كيان الأمَّة وحاضرِها ومستقبلِها.
والأَزهر الشَّريف؛ وهو يرى هذا النهوضَ العربيَّ الجديدَ - يشدُّ على أيدي قادة الأُمَّة في الدِّفاع عن بلادهم والذَّودِ عن أوطانهم، ويُقدِّر هذه الرسالةَ غير المسبوقة التي تضع حدًّا حاسمًا سريعًا لكلِّ مَنْ يُسوِّلُ له غرورُه العبثَ بوَحدة الأمَّة العربيَّة، والتَّدخُّلَ في شؤونها، واللَّعبَ على وطر الفتنة الطائفية والمذهبية، واستغلالَ ضعاف النُّفوس وشرائهم لبيعِ أوطانِهم وولاءاتِهم للآخَر المتربِّص بهم، وهؤلاء لا يدركون أنَّهم سيكونون أوَّلَ صيدٍ يفترسُه هذا الوحشُ الغادرُ الذي لا تُوقِفُه عند حدِّه إلا لغةُ القُوَّةِ ووَحْدَة العرب وردع سلاحهم.
والأَزهر الشَّريف يَحْمَد الله كثيرًا على ظهور هذه الصَّحوةِ العربيَّةِ التي بدأت تُدوِّي في المنطقة، وتحفظ مصالح شعوبها، وتحرس آمالَهم وطموحاتِهم وحقَّهم في ردع المعتدي عليهم وردِّه على أعقابِه خاسئًا مدحورًا.
وإنَّ الأزهرَ ليفخرُ الآن وهو يرى إشراق يقظةٍ عربيةٍ تلوح في الأفق وبدأتْ خيوطها المتينة تُنسج في الاجتماع التاريخيِّ للقمَّة العربيَّة الذي يعقد اليوم برئاسةٍ مصريةٍ في شرم الشيخ، والذي ندعو الله له مِن كلِّ قلوبنا أنْ يوفِّقَ قادتَه إلى تحقيق آمال الشَّعب العربيِّ وأمانِيه في أنْ يكون شعبًا متَّحدًا قويًّا اقتصاديًّا وعسكريًّا وحضاريًّا.
حيَّا الله ُهذه اليقظةَ العربيَّةَ المشتركةَ التي طال انتظارُها، وبارك جهودَ قادة العرب التي أعادتْ إلينا الكثيرَ من الثِّقة في قدرتنا على مواجهة التَّحديات التي تُهدِّد أمنَنا وسيادةَ أوطاننا ووَحْدَتَنا الفكريَّةَ والثقافيَّةَ، والسَّير جميعًا على طريق القوَّةِ والتَّماسُك والتَّضامن.
ولَنِعْمَ ما قاله شاعرُنا العربيُّ القديمُ:
تَأْبَى الرِّماحُ إذا اجتمعْنَ تَكسُّرا ... وإذا افترقْنَ تكسَّرتْ آحَادا
وأخيرًا، نذَكِّرُ مؤتمرَنا هذا بالتوجيه الإلهيِّ الكريمِ في قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
أحمد الطيب
شيخ الأزهر الشريف
7235