كيف نستغل رمضان لحماية الأسر من الانهيار؟ .. مصر تحتل المركز الأول عالميا بـ "3 " ملايين مطلقة
-حالة طلاق كل 6 دقائق ..في أم الدنيا
-د. حامد أبو طالب: صلة الأرحام
-د. فياض عبدالمنعم: مساعدة الأغنياء للفقراء
-د. عزة كريم: الحوار الجاد بين الزوجين
أكدت احصائية صادرة عن مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في تقريره المعني بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية أن ارتفاع نسب الطلاق فى مصر أدى إلى وصول الاجمالي العام الآن إلى 3 ملايين مطلقة، لتؤكد أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا، فيما أعلنت محاكم الأسرة أن 240 حالة طلاق تقع يوميا وتشمل رمضان وغير رمضان، بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق، ليبلغ إجمالي عدد حالات الطلاق عام 2015م إلى 250 ألف حالة طلاق.
"صوت الأزهر" تناقش على صدر صفحاتها أبرز أسباب انتشار هذه الظاهرة دون توقف خلال الشهر المبارك، وتسعى مع خبراء الدين والاجتماع للإجابة على السؤال الهام، كيف نستغل قدسية رمضان لوقف معاول هدم الأسر المصرية ؟!
قال الدكتور حامد أبو طالب العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر عضو مجمع البحوث الإسلامية إن شهر رمضان فرصة ثمينة للتواصل الأسري تعمل على إزالة الخلافات بين الأسرة، وتلم شمل العائلة، وتحقق صلة الأرحام والبهجة لإعادة صفو الأسر وحمايتهم من الانفصال والتشتت، لافتاً إلى أن سبب كثرة المشاكل المؤدية للطلاق في شهر رمضان أحد اسبابها الفروق الاجتماعية من بزخ في العزائم، وإن كان ليس سببا أدعى لارتكاب أبغض الحلال عند الله، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"، مطالبا أن يكون الشهر الفضيل فرصة لصلة الأرحام وإنهاء الخلافات الأسرية التي من شأنها التراجع عن مسألة الطلاق، للعمل على تلاشى ما يعكر صفو الأسرة وإنهاء الخلافات.
حماية الأسرة
وأضاف الدكتور فياض عبدالمنعم استاذ بجامعة الأزهر الاقتصاد، وزير المالية الأسبق أن الظروف الاقتصادية خلال الفترة الماضية نتج عنها ارتفاع معدل الفقر حتى أن هناك من الأسر من لا يجد قوت يومه، ما يؤدى إلى انتشار الطلاق الذى يحتم على الأغنياء أن يقوموا بواجبهم تجاه الفقراء من انفاق ورعاية لحماية الأسر من الانهيار، مطالباً الجمعيات الخيرية تكثيف جهودها للوصول إلى كل المحتاجين الذين يمرون بظروف صعبة ماديا ونفسيا، نظراً لضيق الحال من الذين يعفون أنفسهم من الذين قال فيهم الله: "يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا .." مشيراً إلى أن كسب إرضاء الله تعالى في رمضان وبعده يأتي من خلال الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم تجاه أخيه، وقد كشف النبي أن اسمى أنواع الخير هو مايعود على المسلم بالنفع وحماية الأسرة من الانهيار والأولاد من التشرد والضياع.
قدسية رمضان
وأوضحت الدكتورة عزة كريم المستشار بالمركز القومي للبحوث الجنائية أن الجو الروحاني الذي يسود مضان يدعو إلى الألفة والراحم والتواصل والمودة، وأن الشهر الفضيل فرصة لتحقيق هذا الأمل المنشود لمد جسور الصلة وتحقيق الترابط المجتمعي بما ينبذ الخلاف مع الآخرين، ويعظم بناء الأمة، مضيفة أن شهر رمضان يحقق السمو الروحي والأخلاقي والذى من شأنهما التخلص من الخلافات الأسرية، خاصة عندما يسمو كل طرف على عيوب الآخر، مشيرة إلى أن الانسان عليه أن يتحلى بالصبر، ويصل الأرحام ويعيد الحياة إلى صفوها، وأن يحرص الزوج على إرضاء زوجته وتأكيد ضرورة الحوار الجاد وصلة الأرحام في رمضان وبعده لإعادة الحياة إلى صفوها، لافتة إلى أن الإسهاب في العزائم والموائد الأسرية يؤدي إلى الخلافات بين الزوجين، رغم أن من طقوس رمضان صلة الأرحام والتي تفتح مجالا لنبذ المشاكل وترك الخلافات جانباً.
غياب القيم
وتري الدكتورة منال عاشور أستاذ علم النفس بجامعة حلوان، أن أسباب احتلال مصر المرتبة الأولى عالميا في نسب الطلاق البالغة 40%، منها غياب التوافق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بين الزوجين انفصال وعدم الانتماء الزوج للأسرة وتفضيل جماعة الأصدقاء على الأسرة الأصلية، فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت في غياب القيم الرمضانية والعامة والعادات التقاليد، واستيراد العادات غربية، بالإضافة إلى عدم التوافق في العلاقات الزوجية وصغر سن الزوجين، بجانب الإدمان, وانتشار المواقع الإباحية على الإنترنت، محذرة من كارثة مجتمعية وشيكة بسبب زيادة هذه النسب، خاصة أن أغلب هذه الحالات تقع في وجود أطفال، ما يتطلب ضرورة نظر المؤسسات الدينية والمجتمعية في مثل هذه القضايا الشائكة.
محمد الصباغ
5142