استراتيجية صهيونية جديدة لتهجير الفلسطينيين... تدريبٌ معلن وطردٌ قسري
لا تفتأ قريحة الكيان الصهيوني تصدر وتبتكر كل وسيلة ونهج لتحقيق أغراضه وأطماعه؛ فبدايةً من استخدام كافة وسائل التضييق، مرورًا بالأفعال الاستفزازية وإحكام الخناق على أبناء الشعب الفلسطيني، انتهاء بتطبيق كل هذا وفرضه على أرض الواقع، فلا يدع في هذا الشأن وسيلة إلا واتّبعها، والهدف من كل هذا هو هدف واحد خبيث، ألا وهو تكدير حياة الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم المتبقية، وفرض السيطرة عليها، كما فعل ولا يزال يفعل منذ احتلاله لأراضي دولة فلسطين العربية.
ومن هذا المنطلق، وفي إطار متابعتها لملف "أوضاع أبناء الشعب الفلسطيني داخل أراضيه المحتلة"، رصدت "وحدة الرصد باللغة العبرية" استراتيجية جديدة اعتمدها جيش الاحتلال الصهيوني؛ وهو طرد الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم تحت ذريعة التدريبات العسكرية. وتطبيقًا لهذه الاستراتيجية الجديدة، قام جيش الاحتلال الصهيوني بطرد (15) أسرة فلسطينية في قرية "حمصة الفوقا" ــــــــ الواقعة في الأغوار الشمالية شرق الضفة الغربية المحتلة ــــــــ وتهجيرهم من منازلهم قسرًا، بدعوى استخدام المنطقة كموقع لتنفيذ تدريبات عسكرية لقوات جيش الاحتلال الصهيوني، والتي ستستمر لمدة ثلاثة أسابيع، بواقع ثلاثة أيام أسبوعيًا.
وبهذا القرار الجائر يتضح هدف الكيان الصهيوني؛ إذ حوّل حياة (80) مواطنًا فلسطينيًا ــــــــ بينهم (15) طفلًا ــــــ إلى جحيم؛ حيث باتوا بلا مأوى وصارت أوضاعهم كارثية بمعنى الكلمة؛ فالتدريبات المزعومة تستمر لمدة ثلاثة أسابيع، بواقع ثلاثة أيام كل أسبوع، ويستغرق التدريب الواحد أكثر من (24) ساعة، وخلال هذه المواعيد سيكون مصير هذه الأسر هو التشريد والمعاناة في العراء، زد على هذا كله أن التهجير يأتي بالتزامن مع صيام شهر رمضان المعظم، مما يزيد من المعاناة والمشقة، فلا مراعاة لدى سلطات الكيان الصهيوني لأية ظروف إنسانية ولا تقدير لحرمة الشهر الكريم. ناهيك عمّا تمثله هذه التدريبات -التي تتضمن إطلاق الذخيرة الحية بالقرب من منازل الأهالي الفلسطينيين- من خطر كبير على حياة الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى مخلفاتها التي لا يلقي جيش الاحتلال بالًا لإزالتها خشية أن تضرّ بسكان المنطقة.
ورصدت الوحدة كذلك ما جاء في الكلمة التي ألقاها عضو الكنيست اليساري "عوفر كاسيف" ــــــــ عن الجبهة العربية للتغيير ـــــــ أمام الكنيست الصهيوني، والذي أبدى من خلالها تضامنًا مع الأسر الفلسطينية ونصرة لهم، وفي نفس الوقت قام بفضح انتهاكات الكيان الصهيوني ومآربه الخفية الخبيثة التي تتخفى وراء ادعاءاته المعلنة؛ إذ قال: إن قرار الطرد الذي تسلمته (15) أسرة من قرية "حمصة الفوقا" حوَّل حياتهم إلى جحيم، ثمانون مواطنًا بينهم (15) طفلًا تم إبلاغهم في فترة صيام شهر رمضان بأن بيوتهم ستتحول إلى معسكر تدريب لجيش الاحتلال، ثمانون إنسانًا سيكون عليهم البحث عن مأوى من لظى الشمس نهارًا، ومن برد الجو ليلًا، أين سينامون؟ وأين سيأكلون؟ وبينهم (15) طفلًا!، واصفًا انتهاكات جيش الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني الصامد بأنها "تطهيرٌ عرقي وحشي وتعسفي".
وأشار "عوفر كاسيف" ــــــ خلال كلمته ــــــ إلى تصريح مهم للغاية أدلى به أحد ضباط جيش الاحتلال الصهيوني ويُدعى "عيناف شيلو" عام 2014م، يكشف فيه عن السبب الحقيقي وراء ادعاءات جيش الاحتلال باستخدام هذه المنازل كمواقع للتدريبات العسكرية، حيث قال: إن الهدف من إجراء التدريبات العسكرية هو تهجير السكان الفلسطينيين وإخراجهم من أرضهم.
وقامت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقال سبعة صحفيين وناشط حقوقي أثناء تغطيتهم لعملية ترحيل المواطنين الفلسطينيين من منازلهم بالإضافة إلى مصادرة هوياتهم وسياراتهم، في محاولة مُعتادة من سلطات الكيان الصهيوني لطمس الحقيقة وتكميم الأفواه، الأمر الذي استنكرته "نقابة الصحفيين الفلسطينية" بشدة، وطالبت كافة المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة بسرعة التدخل للإفراج عن الصحفيين ومعداتهم.
وتتعرض منطقة "الأغوار الشمالية" الواقعة شرق الضفة الغربية المحتلة، بشكلٍ مستمرٍ لإخلاء سكانها وتشريدهم وهدم منازلهم بدعوى إجراء التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال. وترفض سلطات الكيان الصهيوني إعطاءهم أي تصاريح لبناء منازل بديلة. وتعد هذه المرة هي الخامسة خلال العام الجاري (2019م) التي تقوم فيها قوات الاحتلال بطرد الموطنين الفلسطينيين من منازلهم وتشريدهم بدعوى استخدامها لإجراء تدريبات عسكرية.
ويحذر "مرصد الأزهر" من محاولات الكيان الصهيوني المستمرة لتكدير حياة الفلسطينيين اليومية، ويؤكد أن الهدف من ورائها هو خلق بيئة للتهجير القسري تمهيدًا لطردهم من أراضيهم والاستيلاء على المنطقة بشكل كامل، ويشدُّ المرصد على أيادي الشعب الفلسطيني بألا يتسلل إلى روحه أي يئس أو قنوط؛ فأهل الحق منتصرون لا محالة.
وحدة الرصد باللغة العبرية
2591